responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 326
تعلمُونَ} للتدرج، كَمَا فِي: (وَالله ثمَّ وَالله) وَقد يَجِيء لمُجَرّد الترقي نَحْو:
(إِن من سَاد ثمَّ سَاد أَبوهُ ... ثمَّ قد سَاد قبل ذَلِك جده)
وَقد تَجِيء للتَّرْتِيب فِي الْأَخْبَار، كَمَا يُقَال: (بَلغنِي مَا صنعت الْيَوْم ثمَّ مَا صنعت أمس أعجب) أَي: ثمَّ أخْبرك أَن الَّذِي صنعت أمس أعجب
[وَعَلِيهِ قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ كَانَ من الَّذين آمنُوا} أَي: ثمَّ أخْبركُم أَن هَذَا لمن كَانَ مُؤمنا كَمَا فِي " التَّيْسِير "
وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى: ثمَّ دَامَ على الْإِيمَان، إِذْ الْأُمُور بخواتيمها كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِنِّي لغفار لمن تَابَ وآمن وَعمل صَالحا ثمَّ اهْتَدَى} أَي دَامَ على الاهتداء]
وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى الْوَاو الَّتِي بِمَعْنى (مَعَ) أَي مَعَ ذَلِك كَانَ من الَّذين آمنُوا
[وَمثل قَوْله تَعَالَى: {وَإِمَّا نرينك بعض الَّذِي نعدهم أَو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثمَّ الله شَهِيد على مَا يَفْعَلُونَ} أَي: وَالله، لأَنا لَو حملنَا على حَقِيقَته لَأَدَّى أَن يكون الله شَهِيدا بعد أَن لم يكن وَهُوَ مُمْتَنع]
وَقد تَجِيء للتّنْبِيه على أَنه يَنْبَغِي أَن يستبد السَّامع فِي تَحْقِيق مَا تقدم حَتَّى يصير على ثِقَة وطمأنينة
وَقد تَجِيء فصيحة لمُجَرّد استفتاح الْكَلَام
وَقد تَجِيء زَائِدَة كَمَا فِي: {أَن لَا ملْجأ من الله إِلَّا إِلَيْهِ ثمَّ تَابَ عَلَيْهِم} وثمة: اسْتِعَارَة من الْإِشَارَة إِلَى الْمَكَان، وَهِي بِفَتْح الثَّاء وَالْمِيم الْمُشَدّدَة وهاء السكت الَّتِي هِيَ هَاء زَائِدَة فِي آخر الْكَلِمَة، محركة بحركة غير إعرابية مَوْقُوفا عَلَيْهَا لبَيَان تِلْكَ الْحَرَكَة؛ تدرج فِي الْوَصْل إِلَّا إِذا أجري مجْرى الْوَقْف
قَالَ بَعضهم: (ثمَّ) إِشَارَة إِلَى الْمَكَان الْبعيد نَحْو: {وأزلفنا ثمَّ الآخرين} وَيجوز أَن يُوقف عَلَيْهَا بهاء السكت
وَقَول الْعَامَّة: (ثمت) بِالتَّاءِ من قَبِيح اللّحن وَفِي " شرح مُسلم ": بِلَا هَاء يدل على الْمَكَان الْبعيد، وبهاء على الْقَرِيب
قَالَ الطَّبَرِيّ: فِي قَوْله: {أَثم إِذا مَا وَقع آمنتهم بِهِ} مَعْنَاهُ: هُنَالك، وَلَيْسَت (ثمَّ) العاطفة
وَهَذَا وهم اشْتبهَ عَلَيْهِ المضمومة بالمفتوحة
وَقيل: (ثمت) بِالتَّاءِ لُغَة فِي (ثمَّ) العاطفة للجمل خَاصَّة، وَالتَّاء عَلامَة تَأْنِيث الْجُمْلَة وكما تتصل هَذِه الْعَلامَة بِالِاسْمِ نَحْو: (امْرَأَة) ، وبالصفة نَحْو: (قَائِمَة) كَذَلِك تتصل بِالْفِعْلِ؛ إِلَّا أَنَّهَا تبدل فِي الِاسْم مِنْهَا الْهَاء فِي الْوَقْف، وينتقل الْإِعْرَاب عَن آخر الِاسْم إِلَيْهَا، وَفِي الْفِعْل تسكن إِلَّا أَن يلاقيها سَاكن، وَتَكون التَّاء فِي الْوَقْف والوصل جَمِيعًا؛ وَإِذا حرك بِالْفَتْح بَقِي تَاء فِي كل حَال، لِأَن دُخُول تَاء التَّأْنِيث على الْحَرْف قَلِيل، فَإِذا دخل حرك بِالْفَتْح كَمَا فِي (ربت)
الثلاثي: بِضَم الثَّاء الأولى، وَكَذَا (الرباعي) وهما شَاذان، لِأَنَّهُمَا منسوبان إِلَى (ثَلَاثَة) و (أَرْبَعَة)

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست