اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 56
والوجه الرابع: ولا إلهٌ غيرَك؛ بنصب غير، ورفع إله، فإله يرتفع بغير، وغير تُنصب [139] لحلولها في محل " إلا ". كأنه قال: ولا إلهٌ إلا أنتَ.
وقال الفراء [140] : مَنْ قرأ {مالكم من إلهٍ غيرهِ} خفض [141] غيراً على النعت لإله، ومَنْ قرأ: {مالكم من إلهٍ غيرُهُ} جعل: غيراً نعتاً لإِله في التأويل، لأن التأويل: مالكم إلهٌ غيرُهُ. وكذلك: {هل من خالق غيرِ الله} غيرِ مخفوضة [142] على النعت للفظ خالق. ومَنْ [143] قرأ: {هل من خالق غيرُ الله} ، رفع: غيراً على النعت لتأويل خالق، لأن التأويل: هل خالق غيرُ الله.
28 - وقولهم: أعوذُ بالسميعِ العليمِ من الشيطان الرجيم
قال أبو بكر: في الشيطان [144] قولان:
أحدهما: أن يكون سُمي شيطاناً لتباعده من الخير. أخذ من قول (23 / ب) العرب: دار شَطون، ونوى شَطون، أي: بعيدة. / قال نابغة بني شيبان [145] :
(فأضحتْ بعدما وَصَلَتْ بدارٍ ... شَطونٍ لا تُعادُ ولا تعودُ)
والقول الثاني: أن يكون الشيطان سُمي شيطاناً، لغيِّه وهلاكه. أُخِذ من قول العرب: قد شاط الرجل يشيط: إذا هلك. قال الأعشى [146] (151)
(قد نطعنُ العيرَ في مكنونِ فائِلِهِ ... وقد يشيطُ على أرماحِنا البطلُ)
أراد: وقد يهلك على أرماحنا. [139] ك: تنتصب. [140] معاني القرآن 1 / 382. [141] ك: فنصب. [142] وهي قراءة حمزة والكسائي. (السبعة 534، حجة القراءات 592) . [143] ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو عمرو. (السبعة 534) . [144] ينظر: تفسير غريب القرآن 23، الزينة 2 / 179، إعراب ثلاثين سورة 7، المشكل 140. [145] ديوانه 34. وفي ك: ذبيان. [146] ديوانه 47. والفائل عرق في الفخذ.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 56