اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 57
والرجيم [147] فيه ثلاثة أقوال.
أحدهن: أن يكون معناه: المرجوم بالنجوم؛ فصرف عن المرجوم إلى الرجيم؛ كما [148] تقول العرب: طبيخ وقدير، والأصل: مطبوخ ومقدور؛ وكذلك: جريح وقتيل، أصلهما: مقتول ومجروح، فصرفا من مفعول إلى فعيل. قال امرؤ القيس [149] :
(فظلَّ طُهاةُ اللحمِ من بينِ مُنْضجٍ ... صفيفَ شِواءٍ أو قَديرٍ مُعَجَّلِ)
أراد: مقدور معجَّل، فصُرف عن مفعول إلى فعيل.
والوجه الثاني: أن يكون الرجيم: المرجوم، أي: المشتوم المسبوب. فيكون من قول الله عز وجل {لَئِنْ لم تَنْتَهِ لأَرجُمَنَّكَ} [150] معناه: لأشتمنك ولأسبنك.
ومنه الحديث الذي يُروى عن عبد الله بن مُغَفَّل [151] أنه أوصى بنيه عند موته، فقال: (لا تَرْجُموا قبري) [152] ، فمعناه: لا تنوحوا عند قبري. أي: لا تقولوا عنده كلاماً سيئاً سمجاً.
والوجه الثالث: أن يكون الرجيم: الملعون. وهو مذهب أهل التفسير. والملعون عند العرب: المطرود، / إذا قالت العرب: لعن الله فلاناً، فمعناه: (24 / أ) طرده الله. وكذلك: على الكافر لعنةُ اللهِ، فمعناه: عليه طَرْدُ الله [153] . أنشدنا أبو العباس. [147] ينظر: تهذيب اللغة: 11 / 69، والزينة 2 / 182. [148] ك: كما قال تقول. [149] ديوانه 22. [150] مريم 46. [151] صحابي، توفي سنة 57 أو 60 أو 61 هـ. (تهذيب التهذيب 6 / 42، الإصابة 4 / 242) . [152] غريب الحديث 4 / 290 وفيه: (والمحدثون يقولون: لا ترجموا قبري، قال أبو عبيد: إنما هو: لا ترجموا) . وكذا في الصحاح (رجم) . وينظر: النهاية 2 / 205. [153] ك: فمعناه طرده الله.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 57