اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 22
وزعم الفراء: أن من العرب مَنْ يقول: هذه ملحفة جديدة، فيدخلون فيها الهاء، وهذه لغة لا يؤخذ بها.
ويقال: هذه جبة خلق، وهذه ملحفة خلق، بغير هاء، لأن الأصل في خلق: الإضافة. يقال: أعطني خلق [49] جبتك، وخلق ملحفتك، فلما أفردوه تركوه على ما كان عليه في الإضافة.
قال أبو بكر: وقال الفراء: ومن العرب من يقول: قميص أخلاق وجبة أخلاق، فيصف الواحد بالجمع، لأن الخُلوقة في الثوب تتسع، فيُسمَّى [50] كل موضع منها خَلقاً، ثم يجمع على هذا المعنى. أنشد [51] الفراء:
(جاء الشتاءُ وقيمصي أخلاقْ ... )
(شراذم تُضْحك مني التواقْ ... )
التواق ابنه. ومن قال: جُبَّةٌ خَلَقٌ، قال في التثنية: جبتان خَلَقان وجبات أخلاق في الجمع. قال أبو العباس: أنشدني أبو العالية [53] :
(كفى حزناً أني تطاللتُ كي أرى ... ذُرى قُلَّتي دَمْخٍ فما تريانِ) (10 / ب) /
(كأنهما والآل يجري عليهما ... من البعد عينا بُرقعٍ خَلَقانِ) (54)
فذكر: خلقان، للعلة التي تقدمت.
والجِدُّ، بكسر الجيم، ينقسم على قسمين: يكون الجد: الانكماش؛ قال أبو بكر: قال أبو العباس: أنشدني الزبير [55] بن أبي بكر: [49] ساقطة من ق. [50] ك، ر: فسمي. [51] ك: أنشدنا.
(52) معاني القرآن: 1 / 427، الطبري: 14 / 19، 19 / 75 بلا عزو. [53] من أصحاب الأصمعي، كان ممن يحضر مع ثعلب مجالس الفراء. (الفهرست 116، ذيل الأمالي 130) .
(54) البيتان لطهمان، ديوانه 60. وتطاللت تطاولت، والذرى جمع ذروة وهو أعلى شيء والقلة أعلى الجبل، ودمخ: جبل. [55] ق: زبير. والزبير هو الزبير بن بكار، عالم بالأنساب وأخبار العرب، توفي سنة 256 هـ. (تاريخ بغداد 8 / 467، وفيات الأعيان 2 / 311) .
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 22