اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 194
144 - وقولهم: فلانٌ غريبٌ
(101)
قال أبو بكر: الغريب معناه في كلام العرب: المُبْعَد من وطنه. وأصل الغُربة البعد. يقال للرجل: أغرب عنا، أي ابعُد. ويقال قذفته نوىً غًرْبَةٌ، أي: بعيدةٌ [102] . قال الشاعر [103] : (295)
(أما مِن مقام أشتكي غُرْبةَ النوى ... وخوفَ العِدى فيه إليكَ سبيلُ) ويقال: قد غُرِّب الرجل: إذا نُفِي من أرض إلى أرض. ويقال: طرده شأواً مُغَرِّباً، أي: بعيداً. قال الكميت [104] :
(أَعَهْدَكَ من أولى الشبيبةِ تطلبُ ... على دُبُرٍ هيهاتَ شأوٌ مُغَرِّبُ)
145 - وقولهم: قد دقَّه دقّاً نِعِمّا
(105)
قال أبو بكر: قال الكسائي: معنى قولهم: نعما: بالغاً زائداً. قال ويقال: قد دققت الدواء فأنعمت دقه: أي زدت فيه. قال الشاعر [106] : (76 / ب) /
(فيا عَجَباً من عبدِ عمروٍ وبَغْيِهِ ... لقد رامَ ظلمي عبدُ عمروٍ فأَنْعَما)
معناه: فزاد في الظلم. وقال ورقة بن نوفل [107] في زيد بن عمرو بن نفيل:
(رَشِدْتَ وأنعمتَ ابن عمروٍ وإنّما ... تجنَّبْتَ تنوراً من النارِ حامِيا)
ومن ذلك قول النبي: (إنّ أهلَ الجنةِ ليتراءَوْنَ أهلَ علِّيِّين كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدريَّ في أُفُق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأَنْعَما) [108] .
(101) اللسان والتاج (غرب) . [102] تهذيب اللغة 8 / 115. [103] يزيد بن الطثرية، شعره: 88. [104] ديوانه 97.
(105) الفاخر 51. [106] طرفة، ديوانه 94. [107] غريب الحديث لأبي عبيد: 1 / 142 الأغاني 3 / 125. [108] غريب الحديث 1 / 141، النهاية 5 / 83.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 194