اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 132
93 - وقولهم: رجلٌ منافِقٌ
(230)
قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال: قال أبو عبيد [231] : إنما قيل له: منافق،
(230) لأنه نافق كاليربوع. يقال: قد نافق اليربوع، ونفّق: إذا دخل نافِقاءه، قال: وله جحر آخر يقال له (232) : القاصِعاء، فإذا طُلِبَ من النافِقاء قَصَعَ فخرج من القاصِعاء، وإذا طلب من القاصِعاء نَفَقَ فخرج من النافِقاء. قال: فقيل له منافق لأنه يخرج من الإسلام من غير الوجه الذي دخل منه.
وقال آخرون: المنافق مأخوذ من النفق، وهو السَرَبُ. أي: يتستر بالإِسلام كما يتستر الرجل في السرب. قال الله - عز وجل -: {فإنْ استطعتَ أنْ تبتغي نَفَقاً في الأرضِ [أو سلما في السماء] } (233) ، أي: سَرَباً في الأرضِ، قال الشاعر (234) :
(إن اللئيمَ وإنْ أراكَ بشاشةً ... فالغيبُ منه والفعالُ لئيمُ)
(وإذا اضطررتَ إلى لئيمٍ فاتخذْ ... نَفَقاً كأنَّكَ خائفٌ مهزومُ)
ويقال في جمع النفق: أنفاق. قال الشاعر:
(ودسَّ لها على الأنفاقِ عَمْراً ... بشكته وما خَشِيَتْ كَمِينا) (235)
وقال قوم: المنافق (236) مأخوذ من النافقاء، وهو جُحْر يخرقه اليربوع من داخل الأرض، فإذا بلغ إلى جلدة الأرض، أرقَّ [التراب] ، حتى إذا رابه رَيْب، دفع التراب برأسه وخرج. فقيل للمنافق: منافق، لانه يُضمر غير ما يُظهر، بمنزلة النافِقاء: ظاهره غير بيِّن، وباطنه حفر في الأرض.
(230) غريب الحديث لابن قتيبة 1 / 94. [231] غريب الحديث 3 / 13.
(232) (له) ساقطة من ك، ق.
(233) الأنعام 35.
(234) لم أهتد إليه.
(235) لعدي بن زيد ديوانه: 183.
(236) ك، ق: المنافقون.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 132