اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 58
باب القبله
ذكر الشافعي - رحمه الله - قول الله عز وجل: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [1] قوله: "ول وجهك" أي: اقبل بوجهك فوجه وجهك وكذلك قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [2] أي مستقبلها
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: التوليه ها هنا اقبال وقد تكون التوليه ادبارا كقولك: ول عني وجهك أي أدير عني وقد ولى إذا أدبر.
وأما قوله تعالى: {شَطْرَ الْمَسْجِدِ} الحرام فشطره: تلقاؤه وجهته ونحوه واصل الشطر النحو[3]، وقول الناس: فلان شاطر معناه قد اخذ في نحو غير الاستواء ويقال: هؤلاء قوم يشاطروننا أي: دورهم يقابل دورنا كما تقول: هو يناحوننا أي ننحو نحوهم وينحون نحونا وشطر كل شيء نصفه.
1- سورة البقرة الآيات 144, 149, 150
2- سورة البقرة, الآية 148.
3- ومنه قول قيس بن خويلد الهذلي [الرسالة للشافعي: 35] :
وإن العسير بها داء مخامرها
فشطرها نظر العينين محسور
وكذلك قول ابن أحمر [تفسير الطبري 2/14] :
تعدو بنا جمع وهي عاقدة
قد كارب العقد من إبفادها الحقبا
اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 58