اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 220
باب اللعان
قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ} [1] معناه والذين يرمون بالزنا.
وقوله عز وجل: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ} [1] ويقرأ اربع شهادات بالنصب فمن رفع اربع فقوله: {وَالَّذِينَ} ابتداء واربع غير الابتداء الذي قبله وهو قوله: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} ويكونان معا يسدان مسد خير الابتداء الاول وهو قوله: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ} . ومن نصب اربع فالمعنى فعليهم أن يشهد احدهم اربع شهادات بالله وان شئت قلت انه على معنى والذي يدرأ عنهم العذاب أن يشهد احدهم اربع شهادات بالله ومعنى الشهادات: الايمان. وإنما قيل لهذا لعان لما عقب الايمان من اللعنه والغضب إن كانا كاذبين واصل اللعن الطرد والابعاد يقال لعنه الله أي باعده الله. قال الشماخ:
ذعرت به القطا ونفيت عنه ... مقام الذئب كالرجل اللعين2
أي الطريد المبعد والتعن الرجل إذا لعن نفسه من تلقاء نفسه فقال عليه لعنة الله إن كان كاذبا والتلاعن واللعان لا يكونان الا من اثنين يقال لاعن امرأته لعانا وملاعنه وقد تلاعنا والتعنا بمعنى واحد وقد لاعن الامام بينهما فتلاعنا ورجل لعنه إذا كان يلعن الناس كثير ورجل لعنه بسكون العين إذا كان يلعنه الناس وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الملاعن واعدوا النبل" [3] أي اتقوا الطرقات والقعود عليها للتحدث سميت ملاعن اللعن المادة من قعد عليها وأحدث فيها. [1] سورة النور، الآية 6.
2 البيت في ديوانه 321، وتفسير الطبري 2/328 وغيرهما كثير. انظر تخريجه في ديوانه ص346. [3] انظر: الم 5/278.
اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 220