اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 145
باب السلم
السلم والسلف واحد يقال سلم واسلم وسلف واسلف بمعنى واحد وهذا قول جميع أهل اللغة الا أن السلف يكون قرضا ايضا وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم " انه تسلف بكرا" 1 معناه انه اقترضه ليرد مثله وكذلك استسلفه.
قال: "واشترى ابن عمر راحله باربعه ابعره" الراحله: البعير النجيب الذي يركبه سراه الناس في اسفارهم ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تجدون الناس كابل مائه ليس في لها راحله"2. وذلك أن الراحله تعز في الابل لفراهتها ودلها وجودتها وادبها وصبرها على تعب السير السريع وكذلك الرجل الفاضل المهذب الاخلاق الطاهر من ادناس الدنيا والاغترار بزخرفها نادر في الناس عزيز الا ترى أن فقهاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتتاموا عشرين وكذلك زهادهم كانوا دون العشرين مع توافرهم وكثرة عددهم فاراد النبي صلى الله عليه وسلم انكم تجدون الخير الفاضل نادرا في الناس كالراحله النجيبه في الابل المائه.
وفصح النصارى: عيد لهم معروف وقال الشافعي - رحمه الله - في صفة الحنطه "اذا اسلم فيها يصفها بالحداره والدقه" فحدارتها امتلاء حبها وسمنها ومنه يقال غلام حادر إذا سمن وامتلأ وقول الله عز وجل: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} 3 بالدال معناه مودون في السلاح كأنه لما لبس السلاح فخم وعظم فقيل له حاذر.
وقال في صفة الرقيق خماسى أو سداسي فالخماسي الذي يكون طوله خمسة اشبار وقال ابن شميل غلام خماسي ورباعي قال خمسة اشبار واربعة اشبار وإنما يقال خماسى ورباعى فيمن يزداد طولا ويقال في الثوب سباعى.
1- صحيح: أخرجه مالك "2 / 680 برقم 89 – طبعة عبد الباقي / الحلبي" ومسلم "5 / 54" وأبو داود "3346" وغيرهم من حديث أبي رافع موليى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- متفق عليه: من حديث ابن عمر رضى الله عنهما.
3- سورة الشعراء الآية 56.
اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 145