اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان الجزء : 1 صفحة : 247
السيمترية، كما يقول أوربان: لأن الشجرة ليست علامة ولا رمزا للكلمة، ولا توجد علامة مباشرة بينهما، وليس للاسم في الواقع إلا علاقة واحدة، هي علاقته بالفكرة، وهذه الصلة التي نسميها "المعنى" متبادلة وسيمترية"[1].
ويرى أوجدان وريتشارد[2]، أن الرمزية دراسة الدور الذي تلعبه اللغة، والرموز في الحياة الإنسانية، وعلى الأخص فيما يتعلق بالفكر، وهي تُفرِد بدارسة خاصة تلك الطرق التي تساعدنا بها الرموز على الفكير في الأشياء، أو تعرقلنا عن ذلك، فالرموز توجه، وتنظم، وتسجل، وتوصل.
وفي النص على ما توجهه وتنظمه، وتسجله وتوصله، يجب أن نفرق بين الأفكار والأشياء، فالفكرة هي التي توجه، وتنظم، وتسجل، وتوصل؛ ولكننا كما تقول: إن البستاني هو الذي يقص الحشيش، الذي يغطي أرض الحديقة، على حين نعرف أن شخصا آخر غيره موكل بهذه المهمة، نعلم أن العلاقة المباشرة للرموز، إنما تكون بالأفكار، ومع ذلك نقول: إن الرموز تسجل الحوداث، وتوصل الحقائق.
ولا تدل الكلمات بنفسها على شيء، ولكن الفكرة يستعملها فيصبح لها معنى، إذ يتخذها أدوات، ولكن بجانب هذه الناحية الفكرية، جانبا عاطفيا للكلمات، لا يمكن التقليل من شأنه.
ويجب أن نبدأ حين نحلل المعنى بالعلاقات بين الأفكار، والكلمات، والأشياء باعتبار الجانب الفكري للمسألة، وسنبدأ بعدم المباشرة في العلاقة بين الكلمات والأشياء، ويمكن إيضاح ذلك بشكل إيضاحي مثلث، توضع هذه العناصر الثلاثة في زواياه، وتمثل أضلاع المثلث العلاقات بين هذه العناصر هكذا. [1] Ulman The Priciples of Semantics. p. 71. [2] The Meaning of Meaning, pp. 9-23.
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان الجزء : 1 صفحة : 247