responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 277
الشّغب: [من البسيط]
فارَقْتُ شَغْبا وقد قُوِّسْتُ من كِبَرٍ ... لَبئْسَتِ الخَلَّتانِ الثُّكلُ والكِبَرُ.
فذكر مصيبته بابنه مع تقوُّسه من الكبر ثم التفتَ إلى معنى كلامه فقال: لبئست الخلَّتان. وكما قال جرير: [من الوافر] :
أتَذْكُرُ يَومَ تَصْقُلُ عارِضَيها ... بِعودِ بَشَامَةٍ سُقِيَ البَشامُ.
وكما قال الله عزَّ وجلَّ: {لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [1] فنهى عن الإفتراء ثم وعد عليه فقال: {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} .
الفصل التاسع والتسعون: في الحشْو.
العرب تقيم حشْو الكلام مقام الصلة والزِّيادة وتُجريه في نظام الكلمة وهو على ثلاثة أضْرُب: ضَرب منها رديء مذموم كقول الشاعر: [من المجزوء الوافر]
ذَكَرْتُ أخي فَعاوَدَني ... صُداعُ الرَّأسِ والوَصَبُ.
فَذَكَر الرَّأس وهو حشو مُسْتَغنى عنه لأن الصُّداع مُخْتَصٌ بالرَّأس فلا معنى لذكره معه. وكقول الآخر: [من المنسرح]
صُدودُكُمْ والدِّيارُ دانيَةٌ ... أهْدى لِرأسي ومِفْرَقي شَيبا.
فقوله: مفرقي مع ذكر الرأس حشو بَغيض. وكقول الآخر: [من الطويل]
إذا لَمْ يَكُنْ للمَرْءِ في دولة امرئٍ ... نَصيبٌ ولا حظٌّ تَمَنَّى زَوالَها.
والنَّصيب والحظ بمعنى واحد. وأما الضرب الأوسط فكقول امرئ القيس: [من الطويل]
ألا هل أتاها والحوادِثُ جَمَّة ... بِأنَّ امرأ القيسِ بن تمْلكَ بَيْقَرا[2].
فقوله: والحوادثُ جَمَّة حشو مُستغنى عنه ولكن لا بأس به في موضعه. وكقول النَّابغة: [من الطويل]
لَعَمْري وما عَمري عليَّ بِهَيِّنً ... لَقَد نَطَقَتْ بُطْلاً على الأقارِعُ.
فقوله: وما عمري عليَّ بِهَيِّنٍ حشو يتم الكلام بدونه ولكنه محمود لما فيه من تفخيم اللفظ وتأكيد المراد. وأما الضَّرب الثالث فهو الحشو الحسن اللطيف كقول

[1] سورة طه الآية: 61.
[2] بيقرا: نزل إلى الحضر وأقام وترك قومه بالبادية القاموس 450.
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست