اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 274
وغداة ريح قد وزعت وقرة ... إذْ أصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمالِ زِمامُها.
فأما أشعار المُحدَثينَ في الاستعارات فأكثر من أن تحصى.
الفصل الخامس والتسعون: في التجنيس.
هو أن يجانس اللفظ في الكلام والمعنى مختلف كقول الله عزَّ وجلَّ: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [1] وكقوله: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [2] وكقوله: {فَأَدْلَى دَلْوَهُ} [3] وكقوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} [4] وكقوله تعالى: {يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [5] وكقوله عزّ وجلّ: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [6] وكقوله تعالى: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [7]. وكما جاءَ في الخَبَر: "الظُّلم ظُلُمات يوم القِيامة"[8]. "آمِنٌ مَنْ آمَنَ بِاللهِ". "إنَّ ذا الوجهَينِ لا يَكونُ وجيهاً عندَ الله"[9]. ولم أجد التجنيس في شعر الجاهليَّة إلا قَليلاً كقول الشّنفرى: [من الطويل]
وبِتْنا كأَنَّ النَّبْتَ حُجِّرَ فَوقَنا ... بِريحابَةٍ ريحَتْ عِشاءً وطُلَّتِ.
وقول امرئ القيس: [من الطويل]
لقد طَمَحَ الطَّمَّاحُ من بُعْدِ أرْضِهِ ... لِيُلْبِسَني من دائِهِ ما تلبّسا.
وقوله: [من الطويل]
ولكنَّما أسْعى لِمَجدٍ مُؤَثَّلٍ ... وقد يُدْرِكُ المَجدَ المؤَثَّلَ أمْثالي.
وفي شعر الإسلاميين المتقدمين كقول ذي الرّمّة: [من الطويل]
كأنَّ البُرى[10] والعاجَ عيجَتْ[11] مُتونُهُ. ... على عشر نهى به السيل أبطح. [1] سورة النمل الآية: 44. [2] سورة يوسف الآية: 84. [3] سورة يوسف الآية: 19. [4] سورة الروم الآية: 43. [5] سورة النور الآية: 37. [6] سورة الواقعة: الآية 89. [7] سورة الرحمن الآية: 54. [8] صحيح أخرجه الطيالسي 2272 وأحمد 2/195 والحاكم 1/11 والبيهقي 10/243 وابن حبان 5176 من حديث عبد الله بن عمرو. [9] هو أثر غير مرفوع انظر الشفاء 1/175. [10] البرى البرة: الخلخال والبرى: التراب القاموس 1630. [11] عيجت: عطفت.
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 274