responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 256
{فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} [1]. قال الجاحظ: في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [2] يريد فما دونها وهو كقول القائل: فلان أسفل الناس فتقول: وفوق ذلك تضع قولك "فوق" مكان قولهم: هو شرٌ من ذلك. وقال الفَرَّاء: فما فوقها في الصِّغَر والله أعلم. قال المُبرد: من الآيات التي ربما يَغْلَط في مجازها النحويون قول الله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [3] والشهر لا يغيب عن أحد. ومجاز الآية: فمن كان منكم شاهد بلدة في الشهرَ فليصمه والتقدير: فمن كان شاهدا في شهر رمضان فليصمه ونصب "الشهرَ" للظرف لا نصب المفعول.
الفصل الثامن والخمسون: في إقامة وصف الشيء مقام اسمه.
كما قال الله عزَّ وجلَّ: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} [4] يعني السفينة فوضع صفتها موضع تسميتها. وقال تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} [5] يعني الخيل. وقال بعض المتقدّمين: [من الكامل]
سألَتْ قُتَيْلةُ عن أبيها صَحْبَهُ ... في الرَّوْع: هل رَكِبَ الأَغَرَّ الأَشْقَرا؟.
يعني هل قُتِل والأغرُّ الأشقرُ: وصف الدَّم فأقامه مقام اسمه. وقال بعض المحدّثين: [من الخفيف]
شِمْتُ بَرْقَ الوزير فانهلَّ حتّى ... لم أجِدْ مَهْرَباً إلى الإعْدامِ.
فكأنِّي وقد تقاصَرَ باعي ... خابِطٌ في عُبابِ أخضَرَ طامي.
يعني: البحر. وقال الحجاج لإبن القَبَعْثَرَى: لأحْمِلَنَّك على الأدهم يعني القيدَ فتجاهل عليه وقال: مِثْلُ الأمير يحمل على الأدهم والأشهب.
الفصل التاسع والخمسون: في إضافة الشيء إلى الله جل وعلا.
العرب تُضيف بعض الأشياء إلى الله عزَّ ذكره وإن كانت كلها له. فتقول: بيت الله وظِلُّ الله وناقَةُ الله. قال الجاحظ: كل شيء أضافه الله إلى نفسه فقد عظَّم شأنه وفخَّم أمره وقد

[1] سورة البقرة الآية: 249.
[2] سورة البقرة الآية: 26.
[3] سورة البقرة الآية: 185.
[4] سورة القمر: الآية 13.
[5] سورة صّ: الآية 31.
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست