اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 242
الفصل الثالث والأربعون: في الباءات.
منها باء زائدة وقد تقدّم ذِكرها ويقال لبعضها: باء التبعيض كما قال عزَّ وجلَّ: {وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ} [1] أي بعضها. ومنها القَسَم كقولهم: باللهِ وبالبيتِ الحرامِ وبحياتك. ومنها باء الإلصاق كقولك: مَسَحتُ يَدَيَّ بالأرضِ. ومنها باء الاعتمال كقولك: كَتَبْتُ بِالقَلَم وضَرَبتُ بالسَّيف وزَعَمَ قوم أنَّ. ومنها باء المُصاحَبة كما تقول: دخل فلان بثياب سفره وركب فلان بسلاحه وفي القرآن: {وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ} [2]. ومنها باء السبب كقوله تعالى: {وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ} [3] أي من أجل شُركائهم. وكما قال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} [4] أي من أجله. ومنها الباء الدّاخلة على نفس المخبر والظاهر أنها لغيره نحو: رأيتُ بِفلانٍ رجلا جَلْداً ولَقيتُ بِزيد كَريماً توهمُ أنك لقيتَ بزيدٍ كريماً آخر غير زيد وليس كذلك وإنما أردت نفسه كما قال الشاعر: [من المتقارب]
إذا ما تأمَّلتُهُ مُقْبِلا ... رأيتَ بِهِ جَمْرَةً مُشعَلة.
وفي القرآن: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} [5]. ومنها الباء الواقعة موقع "مِن وعَنْ" كما قال عزَّ وجلَّ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [6] أي عن عذاب واقع وكما قال: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [7] أي منها. ومنها الباء التي في موضع "في" كما قال الأعشى:. ما بُكاءُ الكَبيرِ بالأطلالِ. أي في الأطلال وقال الآخر: [من الخفيف]
ولَيلٍ كأنَّ نجومَ السَّماء ... بِهِ مُقَلٌ رُنَّقَتْ[8] للهُجُوعِ.
ومنها الباء التي في موضع "على" كما قال الشاعر: [من الطويل] [1] سورة المائدة الآية: 6. [2] سورة المائدة: الآية 61. [3] سورة الروم الآية: 13. [4] سورة المؤمنون: 59. [5] سورة الفرقان الآية: 59. [6] سورة المعارج: الآية 1. [7] سورة الانسان الآية: 6. [8] رنق: خالط.
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 242