اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 240
مُوَرِّثُ المَجدِ لا يَغتالُ هِمَّتَهُ ... عنِ الرياسَةِ لا عجَزٌ ولا سَأَمُ.
أي عجز وسأم وقال الآخر: [من البسيط]
ما كان يَرضى رَسولُ الله دينَهُمُ ... والطَّيِّبان أبو بكرٍ ولا عمر.
وقال أبو النّجم: [من الرجز]
فما ألومُ اليَومَ أنْ لا تَسْخَرا.
أي أن تسخرا. وفي القرآن: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [1] أي ما منعك أن تسجد. ومنها زيادة "ما" كقوله عزَّ وجلَّ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [2] أي فبرحمة من الله وكقوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} [3] أي فبِنَقْضِهِم ميثاقهم وكقوله عزَّ وجلَّ: {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [4] أي قليلٌ هم. وكقول الشاعر: [من الوافر]
لأمرٍ مَّا تصرَّفَتِ اللَّيالي ... لأمْرٍ مَّا تَصَرَّفَتِ النُّجُومُ.
أي لأمر تصرفت. وقد زادت "ما" في رُبَّ كقول بعض السَّلف: رُبَّما أَعْلَمُ فأَذَرُ. وفي القرآن: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [5] ومنها زيادة "مِنْ" كما في قوله تعالى: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} [6] والمعنى: وما تسقط ورقةٌ وكما قال عزَّ ذكره: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ} [7] أي وكم ملك وكما قال جلَّ اسمه: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} [8]. وكما قال عزَّ وجلَّ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [9]. ومنها زيادة اللام كما قال عزّ وجلّ: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} [10] أي رَبِّهِم يرهَبون. وكما قال تقدَّسَت أسماؤه: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ} [11] أي إن كنتم الرؤيا تعبرون. ومنها: زيادة "كان" كما قال عز ذكره: [1] سورة الأعراف الآية: 12. [2] سورة آل عمران الآية: 159. [3] سورة النساء الآية: 155. [4] سورة صّ الآية: 24. [5] سورة الحجر: الآية 2. [6] سورة الأنعام الآية: 59. [7] سورة لنجم الآية: 26. [8] سورة الأعراف الآية: 4. [9] سورة النور الآية: 30. [10] سورة الأعراف الآية: 154. [11] سورة يوسف الآية: 43.
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 240