responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 234
الفصل الثالث والثلاثون: في جمع الجمع.
العرب تقول: أعراب وأعاريب وأَعطِية وأَعطِيات وأَسقية وأسقيات وطُرُق وطُرُقات وجمال وجمالات وأَسوِرة وأساور قال الله عزّ وجلّ {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ, كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ, وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [1] وقال عزّوجَلّ: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [2]. وليس كل جمع يجمع كما لا يجمع كل مصدر.
الفصل الرابع والثلاثون: في الخطاب الشامل للذكران والإناث وما يَفْرِق بينهم.
قال الله عزّوجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} [3] وقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [4] فعمَّ بهذا الخطاب الرجال والنساء وغلَّب الرجال وتغليبهم من سنن العرب. وكان ثعلب يقول العرب تقول: امرُؤٌ وامرأانِ وقوم وامرأةٌ وامرأتان ونِسوة لا يقال للنساء قوم وإنما سمِّي الرجال دون النساء قوماً لأنهم يقومون في الأمور كما قال عزَّ ذكره: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [5] يقال: قائم وقوم كما يقال زائر وَزَور وصائم وصوم ومما يدل على أنَّ القوم رجال دون النساء قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ} [6] وقول زهير: [من الخفيف]
وما أدري وسَوف إخالُ أدري ... أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نِساءُ.
الفصل الخامس والثلاثون: في الإخبار عن الجملتين بلفظ الإثنين.
العرب تفعله كما قال الأسود بن يعفر: [من الكامل]
إنَّ المنايا والحُتوفَ كِليهِما ... في كلِّ يوم ترقُبانِ سَوادي.
وقال آخر: [من الوافر]
ألم يُحزِنكِ أن حِبالَ قَيس ... وتغلب قد تباينتا انقطاعا.

[1] سورة المرسلات: الآيات 32, 34.
[2] سورة الكهف الآية: 31.
[3] سورة آل عمران الآية: 102.
[4] سورة الحج الآية: 78.
[5] سورة النساء الآية: 34.
[6] سورة الحجرات الآية: 11.
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست