اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 227
رأَينَ الغَواني الشَّيبَ لاحَ بِعارِضي ... فَأعرَضنَ عَنِّي بالخدود النَّواضِرِ.
وقال آخر: [من مجزوء الكامل]
نُتِجَ الرَّبيع مَحاسِناً ... ألقَحْنَها غُرُّ السَّحائِبْ.
وفي القرآن: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [1] وقال جلّ ذكره: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} [2].
الفصل السادس عشر: في إقامة الواحد مُقام الجمع.
هي من سنن العرب إذ تقول: قَرَرْنا به عيناً أي أعيننا. وفي القرآن: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً} [3] وقال جلّ ذِكره: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} [4] أي أطفالا وقال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً} [5] وتقديره: وكم من ملائكة في السموات وقال عزّ من قائل: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [6] وقال: {هَؤُلاءِ ضَيفِي} [7] ولم يقل: أعدائي ولا أضيافي. وقال جلّ جلاله: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} [8] والتفريق لا يكون إلا بين اثنين والتقدير: لا نُفَرِّق بينهم وقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} [9] وقال: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا} [10] وقال: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [11]. ومن هذا الباب سنة العرب أن يقولوا للرجل العظيم والملك الكبير: انظروا من أمري ولأنّ السادة والملوك يقولون: نحن فعلنا وإنّا أمَرنا فعلى قضيَّهذا الإبتداء يخاطِبون في الجواب كما قال تعالى عمّن حضره الموت: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [12]. [1] سورة الانبياء الآية: 3. [2] سورة المائدة الآية: 71. [3] سورة النساء الآية: 4. [4] سورة غافر الآية: 67. [5] سورة النجم الآية: 26. [6] سورة الشعراء: 77. [7] سورة الحجر الآية: 68. [8] سورة البقرة الآية: 136. [9] سورة الطلاق الآية: 1. [10] سورة المائدة الآية: 6. [11] سورة التحريم الآية: 4. [12] سورة المؤمنون الآية: 99.
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 227