responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 224
ثور: [من الطويل] :
قَصائِدُ تَستَحْلي الرُواةُ نَشيدَها ... ويَلهو بها من لاعِبِ الحَيِّ سامِرُ.
يَعَضُّ عليها الشيخُ إبهامَ كَفِّهِ ... وتُجزى بها أحياؤُكم والمقابرُ.
أي أهل المقابر. والعرب تقول: أكلتُ قِدراً طيبة. أي أكلت ما فيها. وكذلك قول الخاصّة: شَرِبت كأسا.
الفصل الثامن: في فيما ظاهره أمر وباطنه زجر.
هو من سنن العرب تقول العرب: إذا لم تَستَحِ فافعل ما شِئتَ[1]. وفي القرآن: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [2] وقال جلّ وعلا: {وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [3].
الفصل التاسع: في الحمل على اللفظ والمعنى للمجاورة.
العرب تفعل ذلك فتقول: هذا حُجْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ. والخرب نعت الحُجر لا نعت الضبِّ ولكن الجوار عمل عليه كما قال امرؤ القيس: [من الطويل] :
كأن ثبيراً في عَرانين وَبلِهِ ... كبيرُ أناسٍ في بِجاد مُزَمَّلِ[4].
فالمُزَمَّل: نعت الشيخ لا نعت البِجاد وحقه الرفع ولكن خفضه للجوار وكما قال الآخر:
يا ليت شَيْخَكِ قد غَدا ... مُتَقلِّدا سَيفا ورُمحا.
والرُمح لا يُتَقَلَّد وإنما قال ذلك لمجاورته السيف. وفي القرآن: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} [5] لا يقال: أجْمَعت الشُركاء وإنما يقال: جَمَعت شركائي وأجمَعتُ أمري وإنما قال ذلك للمجاورة وقال النبي صلى الله عايه وسلم: "ارجِعْنَ مأزورات غيرَ مَأجورات" [6] وأصلها

[1] الحديث أخرجه الطيالسي 121 وأحمد 4/121, و 122 والبخاري 3484, 1316 وابن حبان 607 والطبراني 17/651 والقضاعي 1153, 1156 والبيهقي 10/192, 198 وابن ماجه 4183 من حديث أبي سعيد ولفظه في صحيح البخاري "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"
[2] سورة فصلت الآية: 40.
[3] سورة الكهف الآية: 29.
[4] مزمل: ملتف.
[5] سورة يونس الآية: 71.
[6] أخرجه ابن ماجه 1578 والبيهقي 4/77 و6/176 والبغوي 5/465 من حديث علي مضعفه البوصيري في الزوائد.
اسم الکتاب : فقه اللغة وسر العربية المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست