اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود الجزء : 1 صفحة : 85
الكلامية" إلى عناصر خاصة أمر تظهر صعوبته لو طلب إلينا أن نصف أصوات لغة لا نفهمها. إذا استمعنا مثلا إلى متكلم بلغة نيجيريا -ونحن نجهل لغته- وطلب منا أن نصف أصوات هذه اللغة وأن نصنفها فسنجد مشقة في معرفة الحدود بين صوت وآخر في السلسلة الكلامية، بل سنجد مشقة في تحديد أوائل الكلمات وخواتيمها.
ولما كان "الصوت اللغوي"[1] يصدر عن جهاز النطق الإنساني فهو يختلف عن سائر الأصوات التي تحدث عن أسباب أو أدوات أخرى. قد يحدث الصوت في العالم الطبيعي نتيجة لقرع جسم بجسم، أو احتكاك جسم بآخر! أو نفخ في جسم خاص أو لغير ذلك. ومعروف أن دراسة "الصوت"[2] عامة موضوعه علم الطبيعة، أما الصوت اللغوي فهو، كما ذكرنا، موضوع علم الأصوات اللغوية.
هذا الصوت الذي يحدثه جهاز النطق الإنساني ينتقل في الهواء، ثم تتلقاه أذن السامع، فمن واجب علم الأصوات اللغوية إذن أن يدرس ثلاث مسائل رئيسية: أولاها حركات المتكلم التي تحدث الصوت، أو إحداث المتكلم للصوت، وهذا الفرع يسمى الدراسة الصوتية الفسيولوجية[3]. وثانيها انتقال الصوت في الهواء، أو الموجات الصوتية، وهذه الدراسة تعرف بالدراسة الصوتية الفيزيقية[4]، أو بدراسة الموجات الصوتية اللغوية[5].
أما ثالث المسائل الرئيسية التي على علم الأصوات اللغوية أن يدرسها فهو استقبال أذن السامع للصوت، أو الدور الذي تقوم به طبلة أذن السامع لاستقبال الصوت.
وقد وجه علماء الأصوات اللغوية أكبر عنايتهم إلى دراسة المسألة الأولى، ألا وهي: إحداث المتكلم للأصوات، وبذلوا جهودا في دراسة المسألة الثانية -وهي انتقال الأصوات في الهواء- أما المسألة الثالثة، وهي تلقي أذن السامع للأصوات، فلا تزال تنتظر الإفاضة في البحث. [1] Linguistic Sound. [2] Sound. [3] Physiological Phonetics. [4] Physical Phonetics. [5] Acoustic Phonetics.
اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود الجزء : 1 صفحة : 85