اللهجة, أما اللغات الأخرى من هذه الفصيلة فقد عني بدراستها كثير من أعضاء الإرساليات الدينية في هذه المنطقة، ودونوها بحروف لاتينية مع أعضاء علامات لتمييز الأصوات الخاصة بها[1].
19- لغات البوشيمان والهوتنتوت والنيجريين Boschimans Hottentotes Negrilles, وهي من القبائل الأفريقية الجنوبية, تقطن أولاها الغابات الاستوائية والمناطق الصحراوية، ولا يتجاوز عدد أفرادها الآن خمسين ألفًا، وتقطن ثانيتها منطقة محصورة بين خط عرض 24 جنوب خط الاستواء، والحوض الأدنى لنهر الأورانج وبعض أجزاء من مستعمرة الكاب[2]، ولا يتجاوز عدد أفرادها الآن ربع مليون يتألف معظمهم من عشائر الناما Nama، وتتألف ثالتثها من أقزام يقطنون الغابات الأستوائية.
هذا، ولما كانت هذه الفصائل التسع عشرة ممثلة للقسم البدائي أو الذي وقف نموه من لغات بني الإنسان، فأهميتها النسبية أقل كثيرًا من أهمية الفصيلتين السابقتين "الهندية - الأوروبية، والحامية - السامية"، ولما كان المقام من جهة أخرى، لا يتسع في عجالة كهذه الكلام عنها وعن خصائص كل منها[3]؛ ولأن الباحثين، من جهة ثالثة، لم يصلوا بعد في دراسة معظمها إلى نتائج ذات بالٍ, لهذا كله آثرنا أن نقتصر على ما سبق ذكره بصددها، ونقف الجزء الباقي من هذا الفصل على تكملة البحث في الفصيلتين الهندية - الأوربية, والحامية -السامية. [1] انظر في هذه الفصيلة
Homburger, dans: Les Langues du Monde, pp. 561-591 [2] كانت عشائر الهوتنتوت تقطن قديمًا منطقة واسعة جنوب نهر زمبيزي، ثم أخذت هذه المنطقة تضيق شيئًا فشيئًا تحت تأثير غارات البنطويين من الشمال, والأوروبيين من الجنوب, حتى انحصرت في الحدود التي وصفناها. [3] حاولت جمعية اللغة بباريس Societe de Lingutique de Paris تحت إشراف الأستاذين ميية Meillet ومارسل كوهن Marcel Cohen أن تعرض في كتابها "لغات العالم" Les Langues du Monde بحثًا موجزًا في هذه الفصائل التسع عشرة, فاستغرق بحثها هذا نحو ستمائة صفحة من القطع الكبير. "من 153-713". وقد اشترك في تحريره طائفة من أئمة الأخصائيين في هذه اللغات.