18- اللغات البنطوية Langues Bantou, ويتلكم بها سكان القسم الجنوبي من أفريقيا, في منطقة واسعة على شكل مثلث ينطبق رأسه على رأس الرجاء الصالح، ويمتد ضلعه الأيمن على الساحل الشرقي لأفريقيا حتى بلاد الصومال[1], وضلعه الأيسر على الساحل الغربي حتى مدينة دوالا Douala ببلاد الكمرون[2]، وتتجه قاعدته من بلاد الصومال إلى المحيط الأطلانطيقي مارّةً شمال أوغندة والكنغو, وكل الشعوب التي تقطن هذا المثلث تتكلم البنطوية, ما عدا قبائل الهوتنتوت والبوشيمان والنيجريين, التي سيأتي ذكرها في الفصيلة التاسعة عشرة، وما عدا المتكلمين بالإنجليزية وبالأفريكانية من سكان أفريقيا الجنوبية[3].
وتشتمل هذه الفصيلة على لغات كثيرة؛ من أشهرها: لغات السوتو Sotho، والسواحلي Swahili، والدوالا Douala، والجندا Ganda, والجالوا Galoa, والتونجا Tonga، والزولو Zoulou "وهي التي يتكلم بها قبائل الزولو"[4]، والهوسا Haoussa "ويتكلم بها قبائل الهوسا".
هذا، وقد كان العرب على اتصال بأهل زنجبار منذ عصور سحيقة، ولذلك عنوا بدراسة لغتهم "المسماة السواحلية Swahili" ودونوها بحروف عربية، وعن طريقهم وصلنا كثير من تفاصيل هذه [1] الغاية هنا خارجة، فلغات الصومال من الشعبة الكوشيتية "إحدى شعب الفصيلة السامية الخامية" كما تقدم، انظر آخر ص202. [2] الغاية هنا داخلة, فلغلة دوالا من أهم لغات هذه الفصيلة. [3] انظر ص171 وتعليق رقم 1. [4] ينحدر الزولو من قبيلة الكافر الأفريقية، ولا يتجاوز عددهم في الوقت الراهن 245 ألفًا, يسكنون بقرى الناتال. وتعد مدينة دربان "أنشئت سنة 1824 وسميت باسم السير بنيامين دربان حاكم مستعمرة الكاب في ذلك العهد" عاصمة بلادهم، ويسكنها أكثر من ستين ألفًا منهم, وهم قوم أولو بأس وشدة وشجاعة نادرة في القتال, ولم ينفكوا يقاتلون المستعمرين من البوير والهولنديين والإنجليز ويدافعون عن استقلال بلادهم حتى غلبوا على أمرهم سنة 1883, وضمت بريطانيا بلادهم رسميًّا إلى ممتلكاتها في أفريقيا, "انظر ما نشره في هذا الصدد الأستاذ منصور جاب الله في جريدة الأهرام في 23/ 1/ 1949.
- وانظر كذلك Homburger, dans: Les Langues du Monde, p. 583.