responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 20
في صرامتها واطرادها عن القوانين الخاضعة لها الظواهر الطبيعية[1].
غير أن آراءه وبحوثه في هذه الناحية لم يتح لها ما كانت أهلًا له من الذيوع والانتشار, وما كان يعوزها من التنقيح والتهذيب إلّا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين؛ فقد ظهر في هذين القرنين في مختلف بلدان أوروبا, وبخاصة فرنسا, طائفة من قادة الفكر لم تدع مؤلفاتهم أيّ مجال للريب في خضوع الظواهر الاجتماعية بمختلف أنواعها لقوانين يمكن استنباطها من ملاحظة هذه الظواهر في مختلف أحوالها, وفي شتى الأمم والعصور, ومن ذلك الحين أخذ المشتغلون بدراسة الظواهر الاجتماعية يوجهون كل عنايتهم إلى كشف القوانين الخاضعة لها، وأخذت العلوم الاجتماعية تظهر شيئًا فشيئًا, وينمو عددها قليلًا قليلًا, وتتكون من فروعها مجموعة حديثة, بجانب المجموعات الثلاث السابق ذكرها, وأعني بها: العلوم الرياضية والطبيعية وعلم النفس.

[1] انظر الباب الثاني من كتابنا: "ابن خلدون، منشئ علم الاجتماع".
4- قوانين علم اللغة:
على هذا الأساس قام علم اللغة، كما قام غيره من العلوم الاجتماعية، واتجهت عناية الباحثين فيه إلى كشف القوانين الخاضعة لها الظواهر اللغوية في مختلف أشكالها ومناحيها, وقد اهتدوا إلى طائفة كبيرة من هذه القوانين: منها ما يتعلق بالأصوات, وما يتعلق بالدلالات, ومنها ما يتعلق بحياة اللغة، ومنها ما يتعلق بوظائفها ... ؛ بعضها خاصٌّ يصدق على لغة معينة، وبعضها عامٌّ ينطبق على فصيلة من اللغات، وبعضها أعم يصدق على جميع اللغات. وسيمر بك في كل فصل من فصول هذا الكتاب أمثلة كثيرة من هذه القوانين، وسترى على ضوئها أن الظواهر اللغوية لا تسير وفقًا لإرادة الأفراد والمجتمعات،
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست