responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 177
"المورفولوجيا"[1], أو ما يتعلق بالتنظيم "السنتكس"[2]، فلا ينالها في المبدأ كثير من التغيير, وإليك مثلًا اللهجات العامية التي انشعبت عن العربية بالعراق والشام والحجاز واليمن وبلاد المغرب ومصر والسودان، فإنه لا يوجد بينها إلّا فروق ضئيلة في نظام تكوين الجملة وتغيير البنية وقواعد الاشتقاق، والجمع والتأنيث والوصف والنسب والتصغير ... وما إلى ذلك، على حين أن مسافة الخلف بينها في الناحيتين الصوتية والدلالية قد بلغت حدًّا جعل بعضها شبه غريب على بعض, كما سبقت الإشارة إلى ذلك[3].
ولكن هذه الواحدة في القواعد لا تقوى فى مقاومة عوامل التفريق إلّا لأجل معلوم، ثم تهن قواها وتستسلم لهذه العوامل فيصيبها منها ما أصاب الصوت والدلالة من قبل, وحينئذ تقوى وجوه الخلاف بين اللهجات، وتبدأ مرحلة تحولها إلى لغات مستقلة، ولا تنفك تذهب حثيثًا في هذا الطريق حتى تبلغ غايته.
غير أنه ييقى بها -على الرغم من هذا كله- وجوه شبه قريبة أو بعيدة في أصول المفردات وبعض مظاهر القواعد العامة, وإليك مثلًا طوائف اللغات الهندية-الأوربية، فعلى الرغم من استحكام ما بينها من حلقات الخلاف، فإن الأصل الأول قد ترك في كل منها آثارًا تنطق بما بينها من صلات قرابة وتشهد بتفرعها عن أرومة واحدة.
ومن هذا يتبين أن اللغة لا تموت حتف أنفها, فما لم تصرعها لغة أخرى على الوجوه التي سيأتي شرحها في الفصل الثالث، لا يتطرق إليها الفناء, وخلودها هذا يبدو في أحد مظهرين: فأحيانا تحتفظ بوحدتها، وذلك إذا ظلت حبيسة على منطقة ضيقة وفئة قليلة، وأحيانًا

[1] انظر ص8 رقم ب.
[2] انظر ص9 رقم جـ.
[3] انظر آخر 174 وأول 175.
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست