responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 92
إذا اجتمعوا علي وأشقذوني ... فصرت كأنني فرأ متار1
أراد متأر، فنقل الفتحة إلى التاء، وأبدل الهمزة ألفا، لسكونها وانفتاح ما قبلها، كما ترى، فصارت متار.
فهذا أحد وجهي ما حمل أبو علي[2] قول عبد يغوث "كأن لم ترا" عليه قبل. والوجه الآخر أنه على التخفيف الشائع، إلا أنه أثبت الألف في موضع الجزم، تشبيهًا بالياء في قول الآخر[3].
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد4
ورواه بعض أصحابنا "ألم يأتك" على ظاهر الجزم.

1 أشقذوني: طردوني. مادة "شقذ". اللسان "4/ 2297".
المتار: هو الذي يرمى تارة بعد تارة، والمراد المفزع، يقال: أترته: أي أفزعته وطردته، فهو متار. قال ابن بري: أصله أتأرته، فنقلت الحركة إلى ما قبلها، وحذفت الهمزة.
وقال ابن حمزة: هذا تصحيف، وإنما هو منار بالنون يقال أنرته: أي أفزعته. ومنه النوار وهي النفور، وكأن ابن حمزة يريد ألا يحمل اللفظ على أنه مهموز في الأصل، فذهب إلى التصحيف. مادة "م ت ر" اللسان "6/ 4126".
شرح البيت: يقول: إذا طردني القوم واجتمعوا على طردي أشعر بالفزع والخوف.
والشاهد في قوله: "متار" فأصلها "متأر": نقل الفتحة إلى التاء الساكنة لتحرك ما بعدها فأبدلت الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها.
إعراب الشاهد: متار: خبر ثان لكأن مرفوع وعلامة الرفع الضمة.
[2] أبو علي: هو حسن الفارسي، أستاذ ابن جني، كان نحويا بصريا تعلم على يد المبرد.
[3] البيت لقيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي، وكان سيد قومه.
4 اللبون: الناقة ينزل فيها اللبن فترضع صغارها. مادة "ل ب ن" اللسان "5/ 3989".
الشرح: ألم تسمع أو يصل إليك نبأ لبون بني زياد وما جرى لهن.
الشاهد: إبقاء الياء مع الجزم في "يأتيك" وقد خرجه الأخفش على أنه قدر الضمة قبل الجزم ثم حذفها للجزم كقولك في "يكرمك" ألم يكرمك. وذلك للضرورة. ودلل على ذلك بإنشاد أهل العربية لجرير.
فيوما يجارين الهوى غير ماضي ... ويوما ترى منهن غول تغول
وقال سيبويه: إنه ضرورة، وزعم الزجاجي والأعلم أنها لغة وخالفهما ابن السيد في شرح أبيات الجمل.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست