اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 88
وقرأت على أبي الفرج علي بن الحسين عن أبي عبد الله محمد بن العباس اليزيدي، عن محمد بن حبيب لكثير[1].
والأرض أما سودها فتجللت ... بياضا وأما بيضها فادهأمت2
يريد: ادهامت، وقد كان يتسع ها عنهم، وحكى سيبويه في الوقف عنهم: هذه حبلأ، يريد حبلى، ورأيت رجلأ، يريد رجلا، فالهمزة في رجلأ إنما هي بدل من الألف، التي هي عوض من التنوين في الوقف، ولا ينبغي أن تحمل على أنها بدل من النون، لقرب ما بين الهمزة والألف، وبعد ما بينها وبين النون، ولأن "حبلى" لا تنوين فيها، وإنما الهمزة بدل من الألف البتة، فكذلك ألف رأيت رجلا. وحكى أيضا هو يضربهأ، وهذا كله في الوقف، فإذا وصلت قلت: هو يضربها يا هذا، ورأيت حبلى أمس.
فأما قول الراجز3: [1] كثير: هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر، عشق ابنة عم له تسمى عزة، ونسب إليها فكان يقال: كثير عزة، ومات سنة 105هـ، في ولاية يزيد بن عبد الملك.
2 ادهأمت: أي اسودت. مادة "دهم". اللسان "2/ 1443".
يقول: لقد تغير حال الأرض فما كان منها أبيض فقد اسود، وما كان منها أسود فقد ابيض والشاهد في قوله: ادهأمت فهو يريد ادهامت أي أسودت، حرك الألف فقلبها همزة.
أعراب الشاهد: ادهأمت، فعل ماضي مبني على الفتح، والتاء للتأنيث.
3 بحثنا عن وجه مناسبة قول الراجز الذي أورده المؤلف هنا للموضوع الذي سبقه، وهو إبدال الألف همزة عند الوقف فلم نهتد. ثم وجدنا بهامش الأصل"ص" تعليقة نرجح أنها لابن هشام الأنصاري صاحب المغني إذ خطها يشبه خط الحاشية التي كتبت بهامش ظهر الورقة "85" من الأصل نفسه مبتدئا بقوله: "قال عبد الله بن هشام" والظاهر أنها من خطه، وهناك نص هذه التعليقة: =
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 88