اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 226
وأما قول الشاعر:
إن شكلي وإن شكلك شتى ... فالزمي الخص واخفضي تبيضضي1
فإنه أراد: تبيض، فزاد ضادا ضرورة، لإقامة الوزن.
واعلم أن الضاد واحدة من خمسة أحرف يدغم فيهن ما قاربهن، ولا يدغمن هن فيما قاربهن، وهي الراء والشين والضاد والفاء والميم. ويجمعها في اللفظ: ضم شفر، ومنهم من يخرج الضاد من هذه الخمسة، ويقول: قد أدغموا الضاد في الطاء في بعض اللغات، فقالوا في اضطجع: اطجع، وهذه لغة شاذة، ويجمع الأربعة الأحرف الباقية، فيقول هي: مشفر، والقول الأول هو الذي عليه العمل.
واعلم أن الضاد للعرب خاصة[2]، ولا يوجد من كلام العجم إلا في القليل.
فأما قول المتنبي3:
وهم فخر كل من نطق الضاد ... وعوذ الجاني وغوث الطريد4
1 شتى: يقصد مختلفين. مادة "ش ت ت" اللسان "4/ 2192".
الخص: بيت من شجر أو ورق أو قصب. مادة "خ ص ص" اللسان "2/ 1174".
اخفضي: أي أقيمي بمكانك من خفض يخفض كضرب، وأما خفض العيش إذا لان واتسع فمن باب كرم، يقال: هم في خفض من العيش أي لين وسعة. اللسان "2/ 1211".
الشرح: نحن مختلفين في الشكل ولكن عليك الالتزام بحسن العشرة.
الشاهد: شرحه المؤلف في المتن. [2] مثله الظاء، قال في القاموس المحيط: الظاء: حرف خاص بالعرب.
3 المتنبي: هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي الشاعر الحكيم صاحب الأمثال السائرة، وخاتم الثلاثة الشعراء، وآخر من بلغ شعره غاية الارتقاء، ولد بالكوفة سنة 303 هـ، وقتل سنة 354هـ.
4 هذا البيت من قصيدة للمتنبي قالها في صباه مطلعها:
كم قتيل كما قتلت شهيدا ... لبياض الطلي وورد الخدود
والعوذ في الشاهد: الالتجاء، والمراد به هنا: الملجأ.
الغوث: في الأصل النصرة ويراد به هنا الناصر.
والضمير في هم: يرجع إلى أجداده الذين ذكرهم في البيت الذي قبله.
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفسي فخرت لا بجدودي
والشاهد: شرحه المؤلف في المتن.
إعراب محل الشاهد:
الضاد: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 226