اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 212
وقال الآخر1:
زايدتنا نعمان لا تنسينها ... تق الله فينا والكتاب الذي تتلو2
أي اتق الله.
وأنشدنا أيضا، قال: أنشد أبو زيد3:
قصرت له القبيلة إذ تجهنا ... وما ضاقت بشدته ذراعي4
أراد: اتجهنا. قال: وقصرت: حبست. والقبيلة: اسم فرسه.
وأما قولهم السده في معنى الشدة، ورجل مسدوه في معنى مشدوه، فينبغي أن يكون السين فيه بدلا من الشين، لأن الشين أعم تصرفا.
1 قائل البيت هو: عبد الله بن همّام السلولي، يخاطب النعمان بن بشير الأنصاري أمير الكوفة.
2 الزيادة: هي زيادة قررها معاوية لأهل الكوفة قدرها عشرة دنانير.
الشرح: يطلب الشاعر من الوالي -نعمان- أن يعطيهم الزيادة المقررة لهم ويستحثه على ذلك بتقوى الإله وقد ذكره بالقرآن الكريم الذي يتلوه.
الشاهد: حذف فاء الفعل من اتقى، ثم حذفت همزة الوصل لعدم الحاجة إليها حينئذ.
إعراب الشاهد: تق: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.
3 البيت نسبه أبو يزيد في نوادره لـ"مرداس بن حصين" وهو شاعر جاهلي من بني عبد الله بن كلاب.
4 قصرت: حبست. القبيلة: اسم فرس.
الشرح: يقول لقد حبست فرسي عليه ولم أضق بتصرفه.
الشاهد: في قوله: "تجهنا" على أنه مخفف من "اتجهنا".
قال في النوادر: الأصمعي يقول: "تجهنا" بفتح الجيم، وأبو زيد يقول: "تجهنا" يقال تجه يتجه تجها، على وزن فزع يفزع فزعا، وعلى قول أبي زيد، لا يكون من "اتجهنا"، وإنما يكون أصلا مستقلا، بدليل كسر الجيم.
إعراب الشاهد، تجهنا: فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين، و"نا" ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 212