اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 156
في الكلام، وقلة تفعل، ومن ذلك تخمة، وأصلها وخمة[1]، لأنها فعلة من الوخامة، وتكأة، لأنها فعلة من توكأت، وتكلان: فعلان من توكلت، وتيقور: فيعول من الوقار.
ومن أبيات الكتاب.
فإن يكن أمسى البلى تيقوري2
أي أمسى وقاري للبلى، ومن أجل البلى، أصله: ويقور. وقالوا: رجل تكلة، أي وكلة، وهو فعلة من وكل يكل، وقالوا: أتلجه، أي أولجه، وضربه حتى أتكأه، أي أوكأه، وعلى هذا أبدلوا التاء من الواو في القسم، وخصوا بها اسم الله تعالى، لأنها فرع فرع، فخص بها الأشهر، وقد مضى ذلك في آل وأهل. وقالوا: التليد[3] والتلاد من ولد، وتترى[4]: فعلى من المواترة، وأصلها وترى، ومن العرب من ينونها، يجعل ألفها للإلحاق، بمنزلة ألف أرطى[5] ومغزى، ومنهم من لا يصرفه، يجعل ألفها للتأنيث، بمنزلة ألف سكرى وغضبى. [1] وخمة: من وخم الطعام إذا ثقل فلم يستمرأ. القاموس المحيط "4/ 182". مادة "وخم".
2 البيت من أرجوزة للعجاج ذكرها صاحب أشعار العرب "2/ 26-31" أولها:
جاري لا يستنكر عذيري
وقد أنشد سيبويه في الكتاب "2/ 356" وقال: وقد دخلت "التاء" على المفتوحة "أي الواو المفتوحة"، كما دخلت الهمزة عليها "يريد أبدلت منها"، وذلك قولهم: تيقور.
وزعم الخليل أنها من الوقار، كأنه حيث قال العجاج:
فإن يكن أمسي البلى تيقوري
أراد: فإن يكن أمسي اببلي وقاري، وهو فيعول.
وقال الأعلم في شرح الشاهد: وهو فيعول من الوقار، وأصله: ويقور، فأبدلت التاء من الواو استثقالا لها، وكراهية للابتداء بها، لأنها من أثقل الحروف، ولا يطرد بدلها في هذه الحال، وصف كبره وضعفه عن التصرف فجعل ذلك كالوقار، وإن لم يقصده، والبلى: تقادم العهد. [3] القاموس المحيط "1/ 277". [4] تترى: متواترة متتابعة. [5] أرطى: واحدها الأرطأة، وهو شجر من شجر الدمل. مادة "رطا". اللسان "3/ 1666".
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 156