اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 119
وروينا عن قطرب[1]، عن أبي عبيدة أنهم يقولون: أل فعلت؟ ومعناه: هل فعلت؟ فأما ما أنشده الأصمعي من قول الراجز2:
أباب بحر ضاحك هزوق3
فليست الهمزة فيه بدلا من عين عباب[4]، وإن كان بمعناه، وإنما هو فعال من أب: إذا تهيأ، قال الأعشى5:
أخ قد طوى كشحا وأب ليذهبا6
وذلك أن البحر يتهيأ لما يزخر[7] به. فلهذا كانت الهمزة أصلا غير بدل من العين، وإن قلت إنها بدل منها فهو وجه، وليس بالقوي. [1] قطرب: أحد تلاميذ الخليل، امتاز بالنشاط فلقبه بقطرب.
2 لم نعثر على قائل البيت فيما بأيدينا من كتب اللغة.
3 هزوق: هزق في الضحك هزقا، وأهزق فلان في الضحك أكثر منه. اللسان "6/ 4663". [4] العباب: كثير الماء والسيل، وارتفاع الموج واصطخابه. مادة "عب". اللسان "4/ 2774".
5 الأعشى: سبق التعريف به.
6 طوى كشحا: يقال طوى كشحه إذا أضمر الشر لإنسان. مادة "كشح". اللسان "5/ 3881".
أب: عزم على المسير، وتهيأ له، يقال: أبيت أؤب أبا، من باب نصر.
والشاهد في قوله: "أب" فالهمزة فيه أصلية كما يرى المؤلف.
هذا رأي ابن جني في أن الهمزة أصل، مع أن إبدال الهمزة من العين كثير، مثل: السأف من السعف، ومثل ما رواه الفراء لبعض بني نبهان من طيئ: دأني في دعني، وثؤاله في ثعالة، ومثل ما روى من قول أهل مكة: يا أبد الله في يا عبد الله، ويقول البغدادي في شرح شواهد شرح الشافية "ص435": ولو استحضر ابن جني عدة الكلمات لم يقل ما قاله، ولا ذهب ابن الحاجب إلى ما ذهب، ولعل الذي حدا بابن جني إلى ما قاله، هو أنه وجد أصلا آخر للأبواب يمكن التخريج عليه، كما ذكر هو. [7] يزهر: يمتلأ. مادة "زخر". اللسان "3/ 1820".
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 119