اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 118
فهذا كله يؤكد عندك أن امتناعهم من استعمال آل في جميع مواقع أهل، إنما هو لأن الألف فيه كانت بدلا من بدل، كما كانت التاء في القسم بدلا من بدل، فاعرفه، فإن أصحابنا لم يشبعوا القول فيه، على ما أوردته الآن، وإن كنا بحمد الله بهم نقتدي، وعلى أمثلتهم نحتذي.
والذي يدل على أن أصل آل أهل، قولهم في التحقير أهيل، ولو كان من الواو لقيل أويل، كما يقال في الآل الذي هو الشخص أويل، ولو كان أيضا من الياء لقيل أبيل.
فأما قولهم رجل تدرأ[1]، وتدره للدافع عن قومه، فليس أحد الحرفين فيهما بدلا من صاحبه، بل هما أصلان، يقال درأ ودره، قال كثير:
درهت على فراطها فدهمتهم ... بأخطار موت يلتهمن سجالها2
فهذا كقولك أقدمت واندفعت، وقال بعضهم في قول الشاعر3:
فقال فريق أاإذا نحوتهم ... وقال فريق لا يمن الله ما ندري4
قالوا: أراد أهذا، فقلب الهاء همزة، ثم فصل بين الهمزتين بالألف. [1] تدرأ: يقال رجل تدرأ أي مدافع عن قومه. مادة "درأ". اللسان "2/ 1347".
2 دره على القوم ودرأ: إذا هجم عليهم على حين غفلة. اللسان "2/ 1369".
والفراط: جمع فارط، وهو السابق إلى الماء بإبله ليوردها. اللسان "5/ 3390".
وأخطار الموت: كناية عن الإبل القوية العطاش، تهجم على الحوض، فتحطم ما يصادفها من حيوان وغيره.
والسجال: جمع سجل، وهو الدلو الضخمة المملوءة ماء. اللسان "3/ 1945".
والشاهد في قوله: "درهت" فقد جاء الفعل بالهاء وهي فيه أصل كالهمزة تماما في "درأ".
3 قائل البيت هو نصيب أحد الشعراء الإسلاميين، اشتهر بحب امرأة تدعى زينب وبها نسب، وأكثر من الغزل فيها.
4 الشاهد في قوله: "أاأذا" أراد "أهذا" فقلب الهاء همزة ثم فصل بين الهمزتين بالألف كما ذكر المؤلف.
إعراب الشاهد: الهمزة: حرف استفهام.
هذا: اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 118