اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 115
دل ذلك على أن الألف فيه ليست بدلا من الأصل، وإنما هي بدل من بدل من الأصل، فجرى ذلك مجرى التاء في القسم، لأنها بدل من الواو فيه، والواو فيه بدل من الباء، فلما كانت التاء بدلا من بدل، وكانت فرع الفرع، اختصت بأشرف الأسماء وأشهرها، وهو اسم الله، فلذلك لم يقل تزيد ولا تالبيت، كما لم يقل آل الإسكاف ولا آل الخياط.
فإن قلت: فقد قال بشر1:
لعمرك ما يطلبن من آل نعمة ... ولكنما يطلبن قيسا ويشكرا2
فقد أضافه إلى نعمة، وهي نكرة غير مخصوصة ولا مشرفة، فإن هذا بيت شاذ، والذي عليه العمل ما قدمناه، وهو رأي أبي الحسن[3]، فاعرفه.
فإن قيل: ألست تزعم أن الواو في والله بدل من الباء في بالله، وأنت لو أضمرت لم تقل: وه لأفعلن كما تقول: به لأفعلن. وقد تجد أيضا بعض البدل لا يقع موضع المبدل منه في كل موضع، فما تنكر أيضا أن تكون الألف في آل بدلاً من الهاء، وإن كان لا يقع جميع مواقع أهل؟
فالجواب أن الفرق بينهما أن الواو لم تمتنع من وقوعها في جميع مواقع الباء، من حيث امتنع وقوع "آل" في جميع مواقع "أهل" وذلك أن الإضمار يرد بالأشياء إلى أصولها في كثير من المواضع، ألا ترى أن من قال: أعطيتك درهما، فحذف الواو التي كانت بعد الميم، وأسكن الميم، إذا أضمر الدرهم قال: أعطيتكموه، فرد الواو لأجل اتصال الكلمة بالمضمر.
1 البيت لبشر بن أبي حازم، وهو شاعر جاهلي، ولم نجد البيت فيما عرفناه من شعره.
2 لعمر: أسلوب قسم. أل: أهل.
الشرح: يقسم الشاعر بعمر من يحدثه بأن القوم لا يطلبون شيئا من آل نعمة وإنما بغيتهم عند قيس ويشكر.
والشاهد فيه قوله: "آل نعمة" فقد أضاف "آل" التي هي للتشريف إلى نعمة مع أنها نكرة غير مخصوصة ولا مشرفة، وقد حكم المؤلف على ذلك بالشذوذ.
إعراب الشاهد: آل: اسم مجرور. نعمة: مضاف إليه. [3] أبو الحسن الأخفش نحوي بصري.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 115