اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 113
ومن ذلك قولهم أال، كقولنا، أال الله، وأ ال رسوله، إنما أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة، فصارت في التقدير أأ ل. فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفا، كما قالوا: آدم وآخر، وفي الفعل آمن وآزر[1].
فإن قيل: ولم زعمت أنهم قلبوا الهاء همزة، ثم قلبوها ألفا فيما بعد، وما أنكرت من أن يكونوا قلبوا الهاء ألفا في أول الحال؟
فالجواب: أن الهاء لم تقلب ألفا في غير هذا الموضع، فيقاس هذا هنا عليه، وإنما تقلب الهاء همزة في ماء وشاء، على الخلاف فيما سنذكره في موضعه، فعلى هذا أبدلت الهاء همزة، ثم أبدلت الهمزة ألفا. وأيضا فإن الألف لو كانت منقلبة عن الهاء في أول أحوالها، كما زعم الملزم. دون أن تكون منقلبة عن الهمزة المنقلبة عن الهاء، على ما قدمناه، لجاز أن يستعمل آل في كل موضع يستعمل فيه أهل، ألا تراهم يقولون صرفت وجوه القوم، وأجوه القوم، فيبدلون الهمزة من الواو، ويوقعونها بعد البدل في جميع مواقعها قبل البدل.
وقالوا أيضا: وسادة[2] وإسادة، ووفاة وإفادة.
ومن أبيات الكتاب[3].
إلا الإفادة فاستولت ركائبنا ... عند الجبابير بالبأساء والنعم4
= الضحا: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر.
أفياؤها: فاعل مرفوع بالفاعلية وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه وقد أورد صاحب اللسان الأبيات هكذا.
وبلدة قالصة أمواهها ... تستن في رأد الضحى أفياؤها
كأنما قد رفعت سماؤها
تستن: أي تجري في السنن وهو وجه الطريق والأرض. مادة "س ن ن" اللسان "3/ 2125". [1] آزر: ساند وساعد أو ساوى أو حازى الشيء بالشيء. مادة "أزر". اللسان "1/ 72". [2] الوسادة: المخدة والمتكأ وكل ما يوضع تحت الرأس من تراب أو حجارة أو غيره. "ج" وسائد مادة "وسد". اللسان "6/ 4830". [3] الكتاب: هو مؤلف سيبويه في النحو.
4 البيت لتميم بن أبي مقبل، وهو من شواهد سيبويه "2/ 355".
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 113