اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 100
وحال الجمع ما أذكره، وذلك أنك إذا صرت إلى الجمع، لزمك أن تقلب الأولى ياء لانكسار الراء في صحاري قبلها، كما تنقلب ألف قرطاس[1] وحملاق[2] ياء لانكسار ما قبلها، إذا قلت: قراطيس وحماليق، فكذلك تنقلب ألف صحراء الأولى ياء، وهذه صورتها فتصير في التقدير، صحارى ا، وصلافى ا، وحبارى ا، فتقع الياء الساكنة قبل الألف الآخرة الراجعة عن الهمزة، لزوال الألف من قبلها، فتنقلب الألف ياء، لوقوع الياء ساكنة قبلها، وتدغم الأولى المنقلبة عن الألف الزائدة في الياء الآخرة، المنقلبة عن ألف التأنيث، فتصير صحاري.
أنشد أبو العباس للوليد بن يزيد:
لقد أغدو على أشقر يغتال الصحاريا3 [1] القرطاس: الصحيفة يكتب فيها، وفي التنزيل: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ} . [وتثلث قافه بهذا المعنى] ، وكل ما ينصب للنضال، وهو الغرض يقال: رمى فقرطس: أصاب الغرض، ومن الجواري: البيضاء المديدة القامة، ومن الدواب: الأبيض الذي لا يخالط بياضه نمنمة، وورقة تلف على هيئة القمع ليوضع فيها الحب ونحوه "محدثة"، "ج" قراطيس. مادة "قرطس". اللسان"5/ 3592". [2] الحملاق: حملاق العين، وحملقها، وحملوقها: ما يسوده الكحل من باطن أجفانها، والجمع "حماليق". مادة "حملق". اللسان "2/ 1006".
3 أغدو: مضارع غدا غدوا إذا ذهب في الصباح الباكر، وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس.
الأشقر: من الخيل ما كانت خمرته صافية، والشقرة في الإنسان حمرة يعلوها بياض.
مادة "شقر". اللسان "4/ 2297".
ويغتال: يهلكها غيلة، أي على غرة، وهو هنا على الاستعارة. اللسان "5/ 3329".
فكأن المعنى: إنني أصبح راكبا فرسا أشقر سريع العدو يقطع الأرض بسرعة شديدة بحيث لا أشعر بها.
ومحل الشاهد في البيت: كلمة صحارى: بتشديد الياء، وهذا هو الأصل في مثل هذ الجمع ولكنه متروك لا يقع إلا في الشرع، والمستعمل التخفيف بحذف الياء الأولى، وقد يفتح ما قبل الياء فتنقلب ألفا فيقال: صحارى، بفتح الراء.
إعراب الشاهد: ال صحاريا: مفعول به منصوب بالمفعولية.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 100