اسم الکتاب : دراسات لغوية في أمهات كتب اللغة المؤلف : إبراهيم محمد أبو سكين الجزء : 1 صفحة : 163
ابن جني فصلًا آخر عنون له بـ"باب في العربي الفصيح ينتقل لسانه" فيقر ابن جني أن الفصيح قد ينتقل لسانه إلى لغة أخرى فصيحة، فيعد فصيحًا في اللغتين، ويؤخذ بلغته في كلتيهما، فأما أن كانت اللغة التي انتقل لسانه إليها فاسدة لم يؤخذ بها، ويؤخذ بالأولى، حتى كأنه لم يزل من أهلها، ويوضع ذلك بما يحكي من أن أبا عمرو استضعف فصاحة أبي خيرة لما سأله فقال: كيف أبا خيرة، لان جلدك، فليس لأحد أن يقول: كما فسدت لغته في هذا ينبغي أن أتوقف عنها في غيره، "لما حذرناه" قبل ووصفنا فهذا هو القياس وعليه يجب العمل.
وإليك ما قاله ابن جني في هذا الباب يقول: اعلم أن المعمول عليه في نحو هذا أن تنظر حال ما انتقل إليه لسانه فإن كان إنما انتقل من لغة إلى لغة أخرى مثلها فصيحة وجب أن يؤخذ بلغته التي انتقل إليها، كما يؤخذ بها قبل انتقال لسانه إليها، حتى كأنه إنما حضر غائب
اسم الکتاب : دراسات لغوية في أمهات كتب اللغة المؤلف : إبراهيم محمد أبو سكين الجزء : 1 صفحة : 163