اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 97
الأنعم؛ لأنها حضرية.
وفي وسعنا أن نلحق بهذه الظاهرة الأخيرة ما لوحظ من حرص التميميين على الضم -لخشونته- حين يحرص الحجازيون على الكسر لرقته.
فتميم: القُنْوَة "الكسبة"، والحجاز: القِنْيَة؛ وتميم: رُضوان, والحجاز: رِضْوَان. وتميم: مُرية؛ والحجاز: مِرية وتميم: أُسوة وقُدوة؛ والحجاز: إِسوة وقِدوة[1]. وجمهور تميم: "ما رأيته أمسُ" بالتزام ضم السين، والحجاز: "أمسِ" بالبناء على الكسر[2].
ولعلنا لا نجد عناءً -بعد هذا- في ربط المعاقبة الحجازية بالميل إلى الكسر في مثل "صيّام ونيّام"؛ إذ تعتبر الياء امتدادًا للكسر، على حين تقول تميم: صوَّام ونوَّام"، بالواو امتدادًا للضم. قال ابن السكيت [3]: "أهل الحجاز يسمون الصواغ: الصياغ. قال: ويقولون: المياثر والمواثر، والمواثق والمياثق, وأنشد لأعرابي:
حِمًى لا يَحلّ الدهر إلا بإذننا ... ولا نسأل الأقوام عقد المياثق4
ويزداد هذا وضوحًا بمقارنة "اللذون" التميمية بـ"الذين" الحجازية5 "وحوث" التميمية بـ"حيث" الحجازية[6]. [1] المزهر 2/ 276-277. [2] انظر شرح شذور الذهب لابن هشام 113 وما بعدها. [3] هو يعقوب ابن إسحاق، أبو يوسف، المشهور بابن السكيت, إمام في اللغة والأدب, عهد إليه الخليفة المتوكل بتأديب أولاده، ثم قتله سنة 244هـ لسب مجهول, من أشهر كتبه "إصلاح المنطق" وهو مطبوع. وطبع له في مباحث اللغة كتب قيمة مثل: "الألفاظ"، و"القلب والإبدال" و"الأضداد" "راجع ترجمته في بغية الوعاة 418-419".
4 المخصص 14/ 19.
5 انظر شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك حول بيت الشاعر:
نحن اللذون صبحوا الصباحا ... يوم النخيل غارة ملحاحًا [6] الكفاية في علم الرواية 182, وقارن بالمزهر 1/ 473.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 97