اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 93
ما ذكره ابن مالك[1] في كتابه: "الاعتضاد في معرفة الظاء والضاد"[2], فهو يجزم بتعين الظاء في الظُرْبَغَانة "الحية" والمماظ "المؤذي جيرانه", والمظّة "الرمانة", وحَبَظَ "امتلأ", وحَمَظَ "عصر", بينما لا يرى غضاضة في مشارة الظاء والضاد في فيض النفس، ومضاض الحسام، وإنضاج السنبل، وإعضآلّ المكان "كثرة شجره". ولكي يهوّن الحريري[3] صاحب المقامات على الطالب تمييز هذين الصوتين نطقًا، نظم من المقامة الحلبية شعرًا تعليميًّا جاء فيه:
أيها السائلي عن الضاد والظا ... ء لكيلا تضله الألفاظ
إن حفظ الظاءات يغنيك فاسمعـ ... ـها استماع امرىء له استيقاظ
هي ظمياء والمظالم والإظلام ... والظلم والظبي واللحاظ
إلى آخر الأبيات[4].
ويقرب من الاختلاف بين الضاء والظاء ظاهرة الاختلاف بين الطاء والتاء، والصاد والسين، والقاف والكاف، فكما آثر التميميون الصوت الأشد -وهو الضاد- على الأخف -وهو الظاء- ظلوا على عادة [1] هو محمد بن عبد الله، أبو عبد الله جمال الدين الطائي، المشهور بابن مالك, من كبار الأئمة في النحو. توفي بدمشق سنة 672هـ, طبع كثير من كتبه؛ كالألفية المشهورة، وتسهيل الفوائد الذي شرحه أبوحيان، وقد أشرنا إلى ذلك سابقًا, وطبع له أيضًا شواهد التوضيح، وإكمال الإعلام بمثلث الكلام، ولامية الأفعال. أما كتابه "الاعتضاد" الذي نقل منه السيوطي, فلا يزال مخطوطًا. "انظر ترجمته في بغية الوعاة 53، وفوات الوفيات 2/ 277". [2] انظر في المزهر 2/ 282-286 أكثر الفروق الواردة في كتاب "الاعتضاد". [3] هو القاسم بن علي، أبو محمد، الذي نسب إلى عمل الحرير أو بيعه, فعرف بالحريري، ومقاماته أشهر من أن يعر ف بها, وقد طبع من كتبه "درة الغواص في أوهام الخواص", و"ملحة الإعراب", وله "ديوان رسائل". توفي بالبصرة سنة 516هـ. "انظر وفيات الأعيان 1/ 419". [4] تجد هذه المنطومة أيضًا في المزهر 2/ 286-288.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 93