اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 341
إذا لم يرح فيها رائحة العربية الصافية[1].
ومن ذلك "تَفْعَلُوت" للدلالة على الذي يتصف بالشيء عند حدوث الحادث فقط، نحو" ترغموت" الذي لا يرغم إلا عند اليأس، و"فَعْلُوت" للدلالة على الاستحالة من شيء إلى شيء نحو: "فلزوت" لتحول المعادن أشياء عنصرية، و"فَعَلَّان" للدلالة عل الألف الألفي، نحو "عقدان" للشيء الذي فيه أكثر من مائة ألف عقدة، و"فَعَلَيَّا" للدلالة على النفاذ إلى الصميم، نحو "حزنيا" لحالة الحزن التي تمزق الأحشاء التياعًا، و"فُعُلّ" للدلالة على الإطباق في الانتشار، نحو "دخن" للدخان المنتشر الذي يطبق الآفاق.
وكل ذلك يهون أمام تلك التاء الأعجمية الممدودة في آخر الاسم المذكر المفرد التي اقترحها العلايلي في وزن "الفَعْلَت" للدلالة على سرعة التأثر والانفعال وعلى سرعة الاحتراق، نحو "العصبت" لتأثر الأعصاب السريع!!
ولقد ظننت بادئ الأمر -لشديد ثقتي برهافة الحس للغوي لدى العلايلي- أن هذه التاء الهجينة الممدودة الطويلة ربما ألحقت بآخر الوزن [1] وقس على ذلك وزن "فعلل" للدلالة على ما تعددت فيه الوحدات من الوصف، نحو "زبدد" المتعدد الزبد، ووزن "فعل" للدلالة على الاتصاف بالمادة مع توزع، نحو "رعج" لذي المال الكثير الموزع في أيدي الناس. و"فعيلل" الدال على كون الوصف ذا قوة مولدة، نحو خليدد للذي فيه قوة تولد فيه الخلود. ووزن "فعلن" للدلالة على نفوذ الوصف إلى غاية الباطن، نحو "نفسن" للرجل المختص بالأعمال النفسية. أما وزن "فعلني" الدال على ما يحدث إثارة عظيمة فقد مثل له العلايلي بلفظ "فنيني" للقذيفة "القنبلة" التي تثير الفناء، وفي هذا خروج صريح على القياس الصرفي، فإن في مادة الفناء الثلاثية لزومًا لا يوحي بشيء من التعدية، وإنما تفيد المعنى الذي قصده مادة الافناء المتعدية بزيادة الهمزة، على نحو ما قلنا في وزن "فعل" والاستشهاد عليه بالغلق بدلا من الإغلاق، ولعل هذا يشير إلى مدى وجوب التقيد بقوانين الصرف لكل من يريد أن يجدد في صيغ اللغة وأوزانها.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 341