اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 478
وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه: (إنَّ امرأَ القيس حامل لواء الشعراء إلي النار) وهل ثبت هذا الخبر أم لاولم قال: (إن من الشعرِ لحِكمة) ثم قال صلى الله عليه وسلم وعلى آله: (أوتيت جوامعَ الكلم) فهل تخرج الحكمة من جوامع الكلم
فإن قال: إنما أفنيتُ عمري في القرآن وعلومه وفي التأويل وفنونه.
قلنا: إذا يكون التوفيق دليلُك والرَّشاد سبيلك صِفْ لنا كيف التحدي بهذا المعجز ليتم بوقوعه الإعجازوأخبرنا عن صفة التحدِّي هل كانت العربُ تعرفه أم كان شيئا لم تجر عادتها بهوكان إقصارها عنه لا لِعَجْز بل لأنه التماس ما لم تجر المعاملة بينهم بِمثله ثم نسأل عن التحدِّي هل أوفى بمعارضَة بانَ تقصيرُها عنه أو لم يلق بمعارضة ولكن القوم عدلوا إلى السيف كما عدل المسلمون مع تسليمه ولم يُعارضوه به.
ثم نسأل عن قول اللَّه تعالى {لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} وفيه من الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ما لا يكون أشدَّ اختلافا منه.
ثم نسأل عن قوله تعالى: {وغَرَابِيبَ سُودٍ} .
وما معنى هذه الزيادة في الكلام والغرابيب هي السود.
فإن قال: تأكيد فقد زل لأن رجحان بلاغة القرآن إنما هو بإبلاغ المعنى الجليل المستوعب إلى النفس باللفظ الوجيز وإنما يكون الإسهاب أبلغ في كلام البشر الذين لا يتناولون تلك الرتبة العالية من البلاغة على أنه لو قال تأكيد لخرجَ عن مذهب العرب لأن العرب تقول أسود غِرْبيب وأسود حلكوك وحالك فتقدم السواد الأشهر ثم تؤكده وهو الآية تخالفُ ذلك وإذا بطل التأكيد فما المعنى
وما معنى قوله تعالى {فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفَ مِنْ َفْوقِهِمْ} وهل يكون سقفٌ من تحتهم فيقع ليس يحتاج إلى ايضاحه بذكْر فوق ونحوه: يخافون ربهم من
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 478