اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 272
ومن هذا الباب: {ويَبْقَى وجْهُ رَبِّك} .
{ويُحَذِّرُكم اللهُ نفسَه} أي إياه وتواضعت سورُ المدينة.
قال: وقد جاء القرآن بجميع هذه السننلتكون حجة الله عليهم آكد ولئلا يقولوا: إنما عجزنا عن الإتيان بمثله لأنه بغير لُغَتِنا وبغير السنن التي نستنهافأنزله جلَّ ثناؤه بالحروفِ التي يعرفونها وبالسنن التي يسلكونها في أشعارهم ومخاطباتهم ليكون عجزُهم عن الإتيان بمثله أظْهر وأشعر.
انتهى.
وقال الفارابي في ديوان الأدب: هذا اللسانُ كلامُ أهل الجنة وهو المُنَزَّه من بين الألسنةِ من كلِّ نقيصة والمعلى من كل خسيسة والمهذَّب ما يُسْتَهجن أو يُسْتَشْنع فبنى مباني باينَ بها جميع اللغات من إعراب أوْجده الله له وتأليف بين حركة وسكون حلاَّه به فلم يجمع بين ساكنين أو متحرِّكين متضادين ولم يلاقِ بين حرفين لا يأْتلفان ولا يعذب النطق بهما أو يشنع ذلك منهما في جرس النغمة وحس السمعكالغين مع الحاء والقاف مع الكاف والحرف المُطْبَق مع غير المطبق مثل تاء الافتعال مع الصاد والضاد في أخوات لهما والواو الساكنة مع الكسرة قبلها والياء الساكنة مع الضمة قبلها في خلالٍ كثيرة من هذا الشكل لا تُحْصى.
وقال في موضع آخر: العربُ تَميل عن الذي يُلْزِم كلامها الجفاء إلى ما يُلين حواشيه ويُرِقّها وقد نزه الله لسانَها عما يجفيه فلم يجعل في مباني كلامها جيما تُجاورها قاف متقدمة ولا متأخرة أو تجامعها في كلمة صاد أو كاف إلا ما كان أعجميا أُعرب وذلك لجُسْأة هذا اللَّفظ ومباينته ما أسَّس اللهُ عليه كلام العرب من الرَّونق والعُذوبة وهذه علة أبواب الإدغام وإدخالُ بعضِ الحروف في بعض وكذلك الأمثلة والموازين اختِير منها ما فيه طِيبُ اللفظ وأُهْمِل منها ما يجفُو اللسانُ عن النطق به أولا مكرهاكالحرف الذي يبتدأ به لا يكون إلا متحركاوالشيء الذي تتوالى فيه أربعُ حركات او نحو ذلك يسكن بعضها.
فائدة جليلة - قال الزمخشري في (ربيع الأبرار) قالوا: لم تكن الكُنَى
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 272