اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 181
أي ما تطاير وتهافتَ منه.
وشذَّ الشيء يشذ شذُوذَاً وشذا وأشْذَذْتُهُ وشَذَذْتُهُ أيضا أَشُذّه بالضم لا غير.
وأباها الأصمعي وقال: لا أعرف إلا شاذا أي متفرقا وجمع شاذ شُذَّاذ قال: // من الرجز //
(كبعضِ من مَرَّ من الشُّذَّاذ)
هذا أصل هذين الأصلين في اللغة ثم قيل ذلك في الكلام والأصوات على سَمْته وطريقه في غيرهما فجعل أهلُ عِلم العرب ما استمر من الكلام في الإعراب وغيره من مواضع الصناعة مُطَّرداً وجعلوا ما فارق عليه بِقيّةُ بابه وانفرد عن ذلك إلى غيره شاذا حَمْلاً لهذين الموضعين على أحكام غيرهما.
قال: ثم اعلم أن الكلام في الاطراد والشذوذُ على أربعة أضرب:
مُطَّرِد في القياس والاستعمال جميعا وهذا هو الغاية المطلوبة نحو قام زيد وضربتُ عمرا ومررت بسعيدٍ.
ومُطَّرِد في القياس شاذٌّ في الاستعمال وذلك نحو الماضي من يَذَر ويدَع وكذلك قولهم: مكان مُبْقِل هذا هو القياس والأكثر في السَّماع باقل والأول مسموع أيضا حكاه أبو زيد في كتاب (حيلة ومحالة) وأنشد: // من الرجز //
(أعَاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ)
ومما يَقْوى في القياس ويضعُف في الاستعمال استعمال مفعول عسى اسما صريحا نحو قولك: عسى زيد قائما أو قياما هذا هو القياس غير أن السماع ورَد بحَظْرِه والاقتصار على ترك استعمال الاسم هاهنا وذلك قولهم: عسى زيد أن يقوم (و {عسى الله أن يأتي بالفتح} ) وقد جاء عنهم شيء من الأول أنشدنا أبو علي: // من الرجز //
(أكثرت في العذل ملحا دائما ... لاتعذلن إني عَسِيتُ صائما)
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 181