اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 69
كذلك. ولم تبق ضادا إلا في العربية الشمالية، والعربية الجنوبية "السبئية والمعينية" والحبشية، مثل كلمة rd في العربية الجنوبية، بمعنى"أرض" كذلك[1]، وكلمة dahay بمعنى: "الشمس، الضحى" في الحبشية[2].
وتقول مارية هفنر": إن "هذه الضاد احتكاكية في الحبشية، ولا بد أنها كانت كذلك في العربية الجنوبية. والدليل على صحة ذلك، ورود بعض الكلمات، التي كتبت بالضاد في بعض النقوش، وبالزاي في بعضها الآخر، فلو كانت هذه الضاد انفجارية، لما التبست على الكاتب إطلاقا، فدلت كتابته إياها بصورة الزاي على أنها كانت احتكاكية"[3].
وإذا كانت الضاد بهذه الصورة، توجد في بعض اللغات السامية كما رأينا، كان من التجوز قول ابن جني: "واعلم أن الضاد للعرب خاصة، ولا يوجد في كلام العجم إلا في القليل"[4].
أما السر في إطلاق "لغة الضاد" على اللغة العربية، فإنه يكمن في أن هذه الضاد، كانت مشكلة عويصة بالنسبة لمن يريد أن يتعلم العربية من الأعاجم. ويقول الدكتور إبراهيم أنيس: "يظهر أن القديمة، كانت عصية النطق على أهالي الأقطار التي فتحها العرب، أو حتى على بعض [1] انظر كتاب "موسكاتي" Moscati An lntroduction وكتاب "بروكلمان" C Brokeln Grondriss l 128. [2] انظر كتاب "بريتوريوس" Praetorius Athiop.Grammatik [3] انظر MHofner Altsudarabische Grammatik 18. [4] سر صناعة الإعراب 1/ 222.
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 69