اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 62
بيننا وبين القدماء في وصف بعض الأصوات الضاد
...
بيننا وبين القدماء في وصف بعض الأصوات:
حين نطالع كتب القدماء من علماء العربية في وصف أصوات اللغة الفصحى، نجد خلافا بيننا وبينهم في وصف بعض هذه الأصوات.
ويرجع ذلك في نظرنا إلى أحد أمرين، أولهما: أن نطق العربية الفصحى أصابه التطور فاختلف نطق بعض الأصوات في زماننا على مستوى النطق الفصيح، عنه في زمان أولئك القدماء، الذين وصفوا ما سمعوه، وأصابوا في هذا الوصف.
والثاني أن يكون نطق الفصحى في زماننا، هو بعينه نطق العرب القدماء، لم يصبه تطور، ولم يحدث فيه تغيير، غير أن القدماء وهموا في وصف هذا النطق.
ونحن نميل في الأعم الأغلب، إلى تصديق القدماء في أوصافهم، ونؤمن بالتطور اللغوي الذي أصاب بعض أصوات الفصحى، ولا نلجأ إلى تخطئة القدماء في وصفهم إلا إذا أعيتنا الحيل في القول بتطور هذا الصوت أو ذاك.
وينحصر الخلاف بيننا وبين القدماء في وصف خمسة أصوات وهي: الضاد والطاء والجيم والقاف والعين. وفيما يلي تفصيل القول في ذلك: الضاد:
عرفنا من قبل أن الضاد حسب نطقنا لها الآن، تعد المقابل المفخم للدال، أي أنها صوت شديد مجهور مفخم، ينطق بنفس الطريقة، التي تنطق بها الدال، مع فارق واحد، هو ارتفاع مؤخرة اللسان نحو الطبق، في النطق بصوت الضاد. وعلى هذا فالضاد العربية هي المقابل المطبق للدال.
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 62