اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 57
وهذا رأي غريب، لم يرض عنه جمهرة الدارسين للأصوات، يقول الدكتور أيوب: "يقرر الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه: الأصوات اللغوية، أن الهمزة صوت لا هو بالمجهور ولا هو بالمهموس. وبالرجوع لتعريف الدكتور أنيس للجهر والهمس في الكتاب نفسه، نجد أنه يصف الجهر بأنه صوت موسيقي، يحدث من اهتزاز الوترين الصوتيين، اهتزازا منظما. ويصف الصوت الهموس، بأنه الصوت الذي لا يهتز معه الوتران الصوتيان. ومعنى هذا أن الأوتار الصوتية، إما أن تتذبذب فيحدث الجهر، أو لا تتذبذب فيحدث الهمس، ولا ثالث لهاتين الإمكانيتين. ومن ثم فإن وصف الدكتور أنيس للهمزة، بأنها ليست مجهورة ولا مهموسة، وصف غير دقيق"[1].
وقد كانت "قريش" وأهل الحجاز لا يهمزون في كلامهم، وذلك على العكس من القبائل النجدية، كقبيلة "تميم"، فقد "قال أبو زيد": أهل الحجاز وهذيل، وأهل مكة والمدينة لا ينبرون. وقف عليها عيسى بن عمر، فقال: ما آخذ من قول تميم إلا بالنبر، وهم أصحاب النبر، وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا. قال: وقال أبو عمر الهذلي: قد توضيت، فلم يهمز وحولها ياء، وكذلك ما أشبه هذا من باب الهمز"[2].
والنبر هو الهمز في اصطلاح القدماء، قال ابن منظور: "والنبر همز الحرف. ولم تكن قريش تهمز في كلامها. ولما حج المهدي قدم الكسائي يصلي بالمدينة، فهمز فأنكر أهل المدينة عليه، وقالوا: تنبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن؟! 3". [1] أصوات اللغة 183 هامش 2. [2] انظر مقدمة لسان العرب لابن منظور 1/ 14.
3 لسان العرب "نبر" 7/ 40 وانظر الخبر في كلام عن الهمز كذلك في غريب الحديث لابن قتيبة 2/ 633.
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 57