اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 51
الضيق، بين مقدمة اللسان والغار. سبب نوعا من الاحتكاك والصفير، وهو صوت الشين.
وليس في العربية نظير مجهور للشين، إلا أنها قد تجهر بتأثير الأصوات المجهورة، المجاورة لا، مثل الشين في كلمة: "مشغول". وهذه الشين المجهورة، توجد في نطق الشوام للجيم العربية. ونحن نميز هذه الشين المجهورة بالرمز "ج" ونطقها يماثل نطق الصوت الأخير في الكلمة "الفرنسية: "rouge"= روج.
أما صوت الجيم: كما نسمعها الآن من مجيدي القراء، فإنها صوت مجهور يجمع بين الشدة والرخاوة، وهو ما سبق ن سميناه بالصوت المزودج. ويتم نطقه بأن يرتفع مقدم اللسان، في اتجاه الغار فيلتصق به، وبذلك يحجز وراءه الهواء الخارج من الرئتين، ثم لا يزول هذا الحاجز فجأة، كما في الأصوات الشديدة، وإنما يتم انفصال العضوين ببطء، فيترتب على ذلك أن يحتك الهواء الخارج بالعضوين المتباعدين، احتكاكا شبيها بالاحتكاك الذي نسمع صوته، مع الشين المجهورة "ج"؛ وعلى ذلك تعد هذه الجيم في الحقيقة: صوت دال مغور، يعقبه صوت شين مجهور.
وهذه الجيم بهذا الوصف، لا وجود لها في اللهجات الحالية، إلا في لهجة من لهجات صعيد مصر، وبعض أماكن الجزيرة العربية. كما أصبحت كافا مجهورة تنطق من الطبق، مع إعمال الأوتار الصوتية في نطق القاهريين، أي أن مخرجها انتقل إلى الخلف. وهي في لهجة أهل سوريا، عبارة عن شين مجهورة، كما سبق أن ذكرنا. كما تطورت في نطق بعض أهالي الصعيد، إلى دال أسنانية لثوية، بانتقال مخرجها إلى الأمام.
ويبدو أن بعض قبيلة تميم، كانوا ينطقون شينا مهموسة، بدلا من
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 51