اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 89
فالفونولوجيا كما رأينا جانب من دراسة النظم اللغوية ووصفها، يختلف عن النحو ويختلف أيضا عن الدلالة، وتعتمد الفونولوجيا على نتائج علم الأصوات "على الرغم من اختلافها تبعا للنظريات المختلفة في الفونولوجيا" لكنها بخلاف علم الأصوات لا تتناول الوسيلة الصوتية في حد ذاتها, وتعالج الأقسام الثلاثة الأولى من هذا الفصل -بشكل مبسط قدر الإمكان- التصورات والتصنيفات الأساسية في علم الأصوات وذلك لأهميتها في فهم نقاط أثيرت في مكان آخر من هذا الكتاب، وتعالج أيضا مجموعة العلامات أو الرموز التي تستخدم عند تناولها، ولا يقصد بهذه الأقسام أن تكون مدخلا مرضيا لما أصبح في السنوات الأخيرة فرعا متخصصا رحب الأفق إلى حد بعيد من فروع علم اللغة.
ويمكن دراسة الوسيلة الصوتية من وجهات نظر ثلاث على الأقل: النطق، والتجريب، والسمع، فعلم الأصوات النطقي يبحث أصوات الكلام ويصنفها من جهة طريقة إنتاج أعضاء النطق لها، ويبحثها ويصنفها علم الأصوات التجريبي[1] من جهة الخصائص الفيزيائية للموجات الصوتية التي يحدثها نشاط أعضاء النطق، وتنتقل عبر الهواء من المتكلم إلى المستمع، ويبحثها ويصنفها علم الأصوات السمعي من جهة الطريقة التي تستقبل بها أصوات [1] أو علم الأصوات الفيزيائي "aconstic phonetics" فرع من علم الأصوات يبحث الخصائص الفيزيائية للكلام حسبما ينتقل من الفم إلى الأذن، ويعتمد كلية على الوسائل الفنية الآلية في البحث، ويمد التحليل الفيزيائي عالم الأصوات بالحقائق الفيزيائية للكلام، بيد أنه قد يتعارض أحيانا التحليل السمعي والتحليل الفيزيائي فعلى سبيل المثال قد يسمع المرء لحن الكلام صاعدا بينما يظهر التحليل الفيزيائي ثبات التردد الأساسي للصوت وفي مثل هذه الحالات على عالم الأصوات أن يقرر أي الشواهد هي التي ستأخذ الاهتمام الأكبر.
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 89