responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز    الجزء : 1  صفحة : 24
من المستقبلين" وتأخذ الإشارة شكلا معينا وتحمل معنى معينا "أو رسالة"، والعلاقة بين شكل الإشارة ومعناها يؤسسها ما يعرف بشكل شائع في السيميولوجيا بالشفرة "بالمعنى العام إلى حد ما للمصطلح" فالرسالة يرمز لشفرتها المرسل ويحل شفرتها المستقبل.
وتعد اللغات الطبيعية -من وجهة النظر هذه- شفرات، ويمكن مقارنتها بالشفرات الأخرى من جميع النواحي: من ناحية قناة الاتصال التي تمر من خلالها الإشارات، ومن ناحية شكل الإشارات أو بنيتها، ومن ناحية نوع الرسائل التي يمكن أن يرمز لشفرتها أو مجالها وهلم جرا، وتقبع المشكلة في تحديد خصائص الشفرات أو النظم الإشارية التي تعمل من خلالها والتي لها أهميتها فيما تهدف إليه عملية المقارنة، وتلك التي لا أهمية لها أو التي هي أقل أهمية، ويجعل هذه المشكلة أكثر تعقيدا أن الكثير من هذه الخصائص التي يمكن أن يختارها المرء باعتبارها خصائص حاسمة يمكن تدرجها، ولهذا فإنه ربما كان مهما للغاية أن نقارن الشفرات من خلال درجة وجود الخاصة المشتركة وليس ببساطة من خلال وجودها أو عدمه والمقارنات السخيفة إلى حد بعيد التي تعقد بين اللغات ونظم الاتصال التي تستخدمها أجناس معينة من الطيور والحيوانات تقوم -على أساس اختيار خصائص معينة- باستبعاد الخصائص الأخرى وتفشل في أن تولي اهتماما بإمكانية تدرج الخصائص.
وبقدر ما تلقى قناة الاتصال من اهتمام تكون الحاجة إلى الكلام ضئيلة سوى أن اللغة -بخلاف الشفرات التي تستخدمها كثير من الحيوانات إن لم تكن جميعها- تتميز بدرجة عالية إلى حد بعيد بوجود خاصة قابلية التحول في الوسيلة فيها، وقد تناولنا هذه النقطة في القسم السابق، ومفهوم الوسيلة
ومفهوم القناة -بالطبع- مرتبطان ارتباطا وثيقا من حيث إن

اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست