اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 190
الفارق المميز بين الجمل والأقوال رغم ذكره في الفصل السابق "انظر 4 - 4"، فمعنى قول ما يشتمل على معنى الجملة المنطوقة إلا أن معناها لا يستنفد معناه، ويرجع بقية معناه إلى عوامل متنوعة يمكن أن نعرفها بشكل تقريبي بالعوامل السياقية، ويذهب كثير من الباحثين إلى أن معنى القول يقع خارج نطاق الدلالة اللغوية في حد ذاته وداخل ما يصلق عليه البراكماتية أو دراسة الأقوال الفعلية "انظر 5 - 6"، وهو مثار جدل كما رأينا من قبل وذلك لأن مفهوم معنى الجملة يمكن إثبات أنه يعتمد على مفهوم معنى القول من الناحيتين المنطقية والمنهجية لدرجة أن المرء لا يستطيع أن يقدم تفسيرا كاملا لمعنى الجملة دون ربط الجملة -من حيث المبدأ- بسياقات القول المحتملة.
وثمة مجموعة أخرى تتعلق بتنوع الوظائف الاتصالية والسيميولوجية التي تستخدم اللغات من أجلها، ولا يتعلق كل الناس مع الاقتراح الذي قدمه وتجنستين witgensteine "واحد من أعظم فلاسفة اللغة تأثيرا في عصره" من أن معنى كلمة ما أو قول ما يمكن بشكل مألوف أن يتحدد باستخدامه، غير أن هناك -بشكل واضح- أنواعا من العلاقة بين المعنى والاستخدام وكان لتأكيد وتجنستين على هذه العلاقة وعلى تعدد الأغراض التي تفي بها اللغات الأثر المفيد في تشجيع الفلاسفة واللغويين في الخمسينات والستينات على مناقشة -أو التخلي التام عن- الافتراض التقليدي الذي يذهب إلى أن دور اللغة أو وظيفتها الأساسية توصيل المعلومات الافتراضية أو الحقيقية، ولا يمكن بطبيعة الحال أن ننكر أن اللغات لها ما سوف أشير إليه باعتباره وظيفة وصفية، ويمكن أيضا أن يكون الأمر أنه لا يمكن استخدام نظام سيميولوجي آخر بهذه الطريقة لصياغة الأخبار التي إما أن تكون حقيقية أو زائقة تبعا لما إذا كان الوضع الذي يفهم من الوصف موجودا أم لا، ومع ذلك فللغات وظائف سيميولوجية أخرى.
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 190