responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة العربية معناها ومبناها المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 226
فعلين يقتضين فعل قدما ... يتلو الجزاء وجوابًا وسما
فقصَّ قصة التضام فيها صراحة وقصة دالة الأداة ضمنيًّا؛ حيث جعل ضميمتها الأولى فعلًا للشرط والثانية جوابًا وجزاء.
8- النغمة:
ومن قرائن التعليق اللفظية في السياق التنغيم, وهو الإطار الصوتي الذي تقال به الجملة في السياق, ولقد ذكرنا من قبل كيف تأتي الكلمات العربية على مثال صيغ محددة تعتبر قوالب لها. ونحب هنا أن نعقد شبهًا بين هذه الصيغ الصرفية التي للكلمات, وبين صيغ أخرى تنغيمية تتَّصل بالمعاني النحوية التي للجملة لا للباب المفرد. فالجمل العربية تقع في صيغ وموازين تنغيمية هي هياكل من الأنساق النغمية ذات أشكال محددة, فالهيل التنغيمي الذي تأتي به الجملة الاستفهامية وجملة العرض غير الهيكل التنغيمي لجملة الإثبات, وهنَّ يختلفن من حيث التنغيم عن الجملة المؤكدة. فلكل جملة من هذه صيغة تنغيمية خاصة فاؤها وعينها ولامها وزوائدها وملحقاتها نغمات معينة, بعضها مرتفع وبعضها منخفض, وبعضها يتفق مع النبر وبعضها لا يتفق معه, وبعضها صاعد من مستوى أسفل, وبعضها هابط من مستوى أعلى, فالصيغة التنغيمية منحنى نغمي خاصّ بالجملة يعين على الكشف عن معناها النحوي, كما أعانت الصيغة الصرفية على بيان المعنى الصرفي للمثال, وأنا أتصور أنك لو طلبت إلى أحد المتكلمين أن يحاول نطق بعض الجمل وهو مقفل الشفتين لاستطعت في هذه الحالة أن تستمع الهيكل التنغيمي للجملة المرادة دون أن تسمع ألفاظ الجملة نفسها, وسيكون في مقدورك في هذه الحالة أن تقول ما إذا كانت الجملة المرادة التي لم تسمع ألفاظها استفهامًا أو إثباتًا أو تأكيدًا. تفعل ذلك دون حاجة إلى تفكير أو استنتاج؛ لأن سياق النغمات في كل جملة له من الطابع العرفي المشروط المحدد ما للكلمة في دلالتها على معناها, وما للحركة أو الرتبة في دلالتها على الباب النحوي الخاص.
والتنغيم في الكلام يقوم بوظيفة الترقيم في الكتابة, غير أن التنغيم أوضح من الترقيم في الدلالة على المعنى الوظيفي للجملة, وربما كان ذلك لأنَّ ما يستعمله

اسم الکتاب : اللغة العربية معناها ومبناها المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست