responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 358
الكلمات الآتية منها، ويجب أن نقول إننا نتكلم إلى جانب اللاتينية عددا من اللغات الأخرى، معروفة أو غير معروفة، وهي اللغات التي اختلطت باللاتينية أو الفرنسية.
تفسير الوقائع على هذا النحو يتفق مع النظرية القائلة إن كل اللغات تعتبر لغات مختلطة ولو إلى حد ما ولكن هناك نظرية أخرى[1] تذهب إلى أن الإنسان لا يتكلم مطلقا في الوقت الواحد إلا لغة واحدة، وأن وحدة اللغة المتكلمة تستقر بكل بساطة في شعور المتكلم، ولا عبرة بعد ذلك لما يكتشفه التحليل في هذه اللغة من عناصر أجنبية، نعم، من الممكن أن تذوب لغة في أخرى، ولكن هذا لا يمنع من أن المتكلم إذا أراد الانتقال من هذه إلى تلك وجد أمامه خطوة يجب عليه أن يخطوها، ولا بد من أن تقابله لحظة يشعر فيها بأنه يترك اللغة الأولى ليتخذ الثانية. فالفرنسية لغة لاتينية والإنجليزية لغة جرمانية، مهما كانت التأثيرات الخارجية التي أثرت عليهما، لأننا نشعر بأننا نتكلم لغة أسلافنا، ولأننا إذا رجعنا بالتاريخ إلى الوراء حتى نصل إلى اللاتينية المشتركة أو الجرمانية المشتركة، وجدنا سلسلة متصلة الحلقات من الناس كان في عزمهم وشعورهم أنهم يتوارثون لغة واحدة بعينها.
هاتان نظريتان متعارضتان. فإذا أردنا أن نوفق بينهما، وجب علينا أن نبحث إلى أي حد تستطيع العناصر الأجنبية أن تفسد وحدة اللغة التي تضاف إليها.
لندع جانبا استعارة المفردات التي تتبادلها اللغات فيما بينها, فمن خصائص هذه المستعارات أنها لا تحتم كون المتكلم يتكلم اللغة التي استعيرت منها أو حتى معرفته بها, وشباننا الرياضيون الذين تمتلئ لغتهم بالكلمات الإنجليزية نطقا صحيحا. فاستعارة المفردات، مهما اشتد أمرها، يمكن إذن أن تظل مسألة خارجة عن اللغة.

[1] انظر مييه: رقم 42، مجلد 15، ص403.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست