اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 332
المشتركة صادف وقوعه فترة نمو لندن المفاجئ حيث أخذت تتلقى بين أحضانها طوائف المهاجرين على اختلافهم، يفدون عليها من كل الأقاليم ويمتزجون بالسكان السابقين. هذه الهجرات أدت إلى شحن اللغة المشتركة بآثار اللهجات، حتى لنجد نطق الإنجليزية في القرن السابع عشر لم يثبت بعد، وأنه يشتمل على كثير من وجوه الخلاف. ولا تزال بقايا منه موجودة حتى اليوم. ولكن هذه الهجرة الإقليمية أنعشت تبادل السكان بين العاصمة والأقاليم، ذلك التبادل المفيد الذي أدى أجل خدمة لانتشار اللغة المشتركة. وإذن فإنجلترا تدين أيضا بتوحيد لغتها توحيدا نسبيا إلى أهمية عاصمتها، ولكن ذلك كان في ظروف تختلف اختلافا محسوسا عن الظروف التي تكونت فيها الفرنسية. فهذه الأخيرة أقوى توحيدا.
نشأت في أيامنا هذه لغات مشتركة في شبه جزيرة البلقان، والمستقبل وحده كفيل بتعديل حدودها أو بتوسيعها، ولكنها أيضا نشأت من وجود عاصمة. فاللهجات الصربية الجنوبية كثيرة الاختلاف عن الصربية التي تكتب وتتكلم في بلغراد[1]. فالنبر فيها في غير موضعه في الأولى، والكم غير مرعي والإعراب مبسط للغاية. وتعتبر هذه اللهجات من وجهات شتى خطوات وسطى بين الصربية والبلغارية، إذ من المستحيل عمليا أن نخط حدا لهجيا بين اللغتين. ولكن توجد -منذ نهاية الحروب البلقانية- لغة صربية مشتركة تغير على اللهجات الجنوبية وتبتلعها داخل الحدود السياسية لمملكة الصرب. ونحن مثلا على علم تام بالطريقة التي بها تحل اللغة الأدبية المشتركة محل اللهجة المسماة بالإيكافية l'ikavien[2]. وينحصر التغير الأساسي في إحلال المجموعة الصوتية iye "إيبي" محل i "-ي" وييسر هذا الإحلال في بلاد الصرب وجود الوحدة [1] ا. بروخ O. Broch؛ Die Dialekte des sudlichsten serbiens فينا "1903" linguist-Abteilung "schriften der Balkan-Commission" مجلد 3. [2] هـ. هرت H. Hirt؛ Der ikavische Dialeket im konigreiche Serbien "رقم 39، phil. hist. klasseK، مجلد 146، 1903".
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 332